تمكّنت الجزائر في النصف الأول من سنة 2023 من كسب رهان رياضي مزدوج، إثر نجاحها الكبير في تنظيم نهائيات كأسي أمم إفريقيا للمحليين والناشئين لكرة القدم، وأتى ذلك بعد رصد الدولة الجزائرية إمكانيات لوجستية ضخمة جعلت من دورتي "الشان" و"كان أقل من 17 سنة"، حدثان فريدان غير مسبوقين بإجماع مسؤولي الكاف والمنتخبات المشاركة، وخبراء الكرة، في المقابل، لم يكن "جهيد زفيزف" رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) وأعضاء مكتبه الفيدرالي في مستوى الأداء الرسمي، ما يفرض عليه الرحيل.
على ميادين عالمية لملاعب نيلسون مانديلا ببراقي، وميلود هدفي بوهران والتاسع عشر ماي في عنابة، والشهيد حملاوي بقسنطينة، كان الإبهار عنوان كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تفنّنت الجزائر في تنظيمها بين الثالث عشر جانفي والرابع فيفري 2023، وكان المشهد بهياً أيضاً في كأس أمم إفريقيا للناشئين بين التاسع والعشرين أفريل والثامن عشر ماي 2023.
وفي كلتا التظاهرتين، نجحت الجزائر في كسب الرهان بشهادة رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، باتريس موتسيبي، الذي أكّد في أعقاب الحدثين، أنّ "الشان" و"كان أقل من 17 سنة" حصدا نجاحاً كبيراً على كل الأصعدة اللوجستية، وأضفى الحضور الجماهيري لمسة خاصة جداً على المنافستين، حتى أنّ موتسيبي الذي شكر السيد رئيس الجمهورية على دعمه للكرة الإفريقية، شدّد على أنّ الدورتين القاريتين "كانتا الأحسن من بين كل الدورات"، معتبراً أنّ "الجزائر سجلت نقاطاً إيجابية في مجال التنظيم، والشعب الجزائري لا يمكنه إلاّ أن يكون فخوراً بما تمّ تقديمه".
على النقيض، لم يكن رئيس (الفاف) جهيد زفيزف في المستوى الذي أبانت عنه الدولة الجزائرية على صعيد التنظيم المميّز لكبرى المحافل الرياضية، حيث أخفق زفيزف في انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وتفوق الليبي عبد الحكيم الشلماني على زفيزف بفارق كبير، بعد تحصيل الأول لـ 38 صوتاً، بينما اكتفى زفيزف بـ 15 صوتاً فحسب، في الانتخابات المقامة الخميس بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان.
وإثر هذا الفشل الذريع، تتعالى أصوات فاعلي الكرة الجزائرية مطالبةً بـ "رحيل" زفيزف عن مبنى دالي إبراهيم، علماً أنّ زفيزف (62 سنة) انتخب رئيساً لـ (الفاف) في السابع جويلية 2022.