يدرك الليبيون أكثر من غيرهم الدور السلبي الذي لعبه الإعلام الفرنسي في تغطية الأحداث المأساوية التي عاشتها ليبيا لسنوات طويلة بما خلّفته من دماء ودموع ودمار.
وتعتبرمحطة فرانس 24 واحدة من هذه الوسائل الاعلامية ،التي تطرفت في الإنحياز لجهة معروفة بعرقلته لكل مبادرات التسوية، على حساب بقية الأطراف الليبية وحتى على حساب مصلحة الشعب الليبي الذي كان يتطلع إلى استعادة السلم والإستقرار والتجانس بين مكونات هذا الشعب الطيب.
ولا يخفى على أحد أنّ السلوك "العدواني" الإعلامي لفرانس 24 لم يكن سوى انعكاسا للسياسة الخارجية لفرنسا فيما يصطللح على تسميته ديبلوماسيا بـ "الملف الليبي" حيث كثيرا ما اتهمت حكومة الوفاق الوطني الليبية فرنسا بالإنحياز،حتى عندما كانت تلعب دور الوسيط بين سنتي 2017 و 2018.
انّ انحياز فرانس 24 في تغطية الأحداث في ليبيا إلى طرف أخرجها من كل القيم النبيلة للإعلام جعلها تنزلق عن دورها الموضوعي والمحايد الى طرف في النزاع يدافع بطريقته عن جهة ويشيطن أخرى ويؤجج الحرب بما ينتقيه من مصطلحات وصور وفاعلين ،لذلك لم يكن من سبيل المصادفة طرد هذه القناة ومثيلاتها من بعض الدول الإفريقية مثلا وإلغاء رخص العمل بها لما سببته من أذى ومشاكل بسبب عزوفها عن البحث والتدقيق في المعلومة واكتفائها بتنفيذ أجندة بأهداف محدّدة.
إنّ هذا الإصطفاف الخطير لهذه الوسيلة الإعلامية بهذا الشكل المفضوح يظهر جليا الدور المطلوب منها أن تلعبه بحيث تحولت الى مكلفة بمهمة،وهي المهمة الخطيرة التي جعلتها في بعض الأحيان أخطر من المسلحين أنفسهم.
المصدر: مراسلة فاطمة الغندور من ليبيا لإفريقيا أف أم