أكد خبراء ومختصون، اليوم الخميس، امتلاك الجيش الوطني الشعبي جاهزية تامة ونهوضه بدور محوري، ما يجعل سليل جيش التحرير الحصن المنيع أمام كل المتربصين بأمن واستقرار البلاد.
في ندوة خاصة بثتها القناة الإذاعية الأولى عشية إحياء اليوم الوطني للجيش، شدّد العقيد مصطفى مراح من مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي، على الجاهزية التامة للجيش تأهباً للدفاع عن الوطن، مستدلاً بالنتائج النوعية المحقّقة في محاربة الجريمة المنظمة والقضاء على بقايا الإرهاب وغيرها.
وتابع مراح: "هذه النتائج محصلة لجهود كبيرة وتدريب وتكوين نوعي يحمي الجزائر من مختلف المخاطر خاصة وأنّها تتقاسم حدوداً تعيش انفلاتاً أمنياً، وبالتالي فالجيش من خلال جاهزيته واستشراف قيادته العليا للتهديدات المحيطة ورؤيتها المتبصرة للتجاذبات الدولية الحاصلة في العالم، أفشل كل مخططات إغراق الجزائر بالمهلوسات، وأفشل تحركات التنظيمات الإرهابية المتربصة بنا".
ولفت العقيد مراح إلى أنّ اليوم الوطني للجيش هو بمثابة وفاء وعرفان وتقدير لجهود جيشنا الوطني الشعبي وهو يعكس الاهتمام الكبير والصادق من طرف السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بذاكرتنا الوطنية من منطلق أنّ الذاكرة الوطنية هي صمام الأمان لنا كجزائريين جيشاً وشعباً.
واسترسل المتحدث ذاته: "رئيس الجمهورية من خلال الاحتفال وترسيخ هذا اليوم يؤكد أنّ الذاكرة الوطنية هي السد المنيع أمام خطاب الكراهية والتفرقة وأمام تأصيل مرجعيتنا الوطنية ... هذا اليوم هو دلالة بأنّ رئيس الجمهورية يولي اهتماماً بالغاً للذاكرة الوطنية وللمحطات المضيئة في تاريخ الجزائر."
ونوّه العقيد مراح بالتحديات التي واجهت جيشنا بعد الاستقلال في مقدمتها كيفية تأسيس أداة دفاعية قوية تحافظ على الاستقلال والسيادة الوطنية كما ينص عليها دستور 1963، أما التحدي الأخر الذي كان مطروحاً حينها، فتعلق بكيفية المساهمة بفاعلية في بناء الجزائر المستقلة، وبالفعل كما لا يخفى على الجميع، انخرط الجيش بقوة في مسيرة البناء من خلال تشييد القرى الاشتراكية وإنشاء المستشفيات وشق الطرقات والسد الأخضر وعدّة مساهمات، ولم تتوقف المسيرة هنا بل كان حاضراً دائماً ولا يزال إلى اليوم، على غرار مساهمته في مكافحة الحرائق الأخيرة التي مسّت 17 ولاية، وبالتالي فالشعب الجزائري يعرف ويعي أنّ هذا الجيش هو الحامي والخادم الوفي للوطن.
من جانبه، أبرز أستاذ التاريخ العسكري والإستراتيجية العسكرية بالمدرسة العسكرية العليا للإعلام والاتصال بسيدي فرج، البروفيسور مزيان سعيدي أنّ إحياء هذا اليوم هو تأصيل تاريخي للأمة الجزائرية بشكل عام وتحوير الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الذي يعدّ جزءً من هذا التاريخ المجيد الممتد إلى آلاف السنين.
وقال مزيان: "الجيش الوطني الشعبي استمرارية وهو من الجيوش التي لم تولد بمرسوم وإنما هو تحويل مباشر، لذلك فالملاحظ للجيش الوطني الشعبي يفاخر ويعتز بتاريخه وجذوره التي ترجع إلى جيش الأمير عبد القادر.. ونحن اليوم نعيش استمرارية هذا الحقل التاريخي لهذا الجيش الذي يعدّ مفخرة لكل الجزائريين والتأسيس لهذا اليوم من خلال مرسوم رئاسي هو إثبات لهذه العلاقة الموجودة وهو يوم لاستذكار ملاحم هذا الجيش الذي لا يمكن أن ننكر أنه العمود الفقري للدولة الجزائرية ."
بدوره، أكّد الخبير في الشؤون السياسية والأمنية البروفيسور إدريس عطية، أنّ تاريخ الجزائر في كل المحطات أثبت متانة قوة جيشنا الوطني الشعبي "هو جيش في عقيدته العسكرية هو وطني في توجهاته الداخلية والخارجية خاصة وأنّ دستور 2020 يسمح له بالمساهمة في عملية حفظ السلام والأمن الدوليين، وهو شعبي في مكوناته فهو ليس جيشاً يتعلق بشريحة معينة من المجتمع دون شريحة أخرى، عكس بعض الجيوش المحيطة بنا التي تمنح بعض الرتب بالتوارث وهو أمر غير مسموح به في الجزائر .. كما ساهم جيشنا في حماية الحدود الوطنية عندما أراد البعض أن يسطو على أرض الشهداء بغير وجه حق ".