طرح المثقف والشاعر الجزائري الدكتور عاشور فني أرضية ثقافية للنقاش ، دعا فيها إلى استئناف مسار الثقافة الوطنية، وقد لاقت الأرضية تجاوبا كبيرا من قبل النخبة الثافية في الجزائر.
وعاد فني في هذه الارضية -التي طرحها للنقاش عبر صفحته على الفايسبوك- إلى مسار تحولات الثقافية في الجزائر داعيا إلى استئناف هذا المسار مقترحا جملة من الرؤى المستقبلية حول الوضع الثقافي الحالي ومآل الثقافة الوطنية مستقبلا في 8 نقاط أساسية وهي :
1- أن الثقافة الوطنية كل لا يتجزأ؛ وعليه ينبغي أن تكون الساحة منفتحة على بعضها مع تجاوز الحدود المصطنعة بين الأشكال الثقافية والاهتمامات الخاصة بكل فئة كما تستوعب الأشكال المتميزة في مختلف أقاليم الثقافة الوطنية؛
2- أن مستقبل الثقافة الوطنية امتدادا للوضع الحالي تلعب فيه النخبة والمجتمع المدني دور الفاعل الأساسي وتلعب الهياكل الثقافية دور المرفق العام الضروري وفق سياسة ثقافية تشاركية يساهم فيها المثقفون والنخب الثقافية والفنية في وضع السياسية وفي تصميم البرامج وفي تنفيذها؛
3- أن تكون التحولات الحالية امتدادا لتاريخ ثقافي متواصل وممتد إلى مراحل سحيقة تستوحي التجارب السابقة وتستفيد من التيارات الفكرية كلها بعيدا عن التحيزات والإقصاءات؛ يقتضي ذلك بذل مزيد من الجهد لاستكشاف كل موارد الثقافة الوطنية وتثمين أشكالها غير المكتشفة حتى الآن.
4- أن يتم إعادة ترتيب الساحة الثقافة على أسس مبادئ واضحة: الشبكية (عدم الانفصال في المكان) والتدفق( عدم الانقطاع في الزمان) واللامركزية تكون فيها مراكز النشاط الثقافي موزعة حسب الخصوصيات الثقافية والفنية والتقنية لكل إقليم وحسب الاهتمامات الحقيقية للفاعلين الثقافيين؛
5- أن تتحول الأفكار إلى مشاريع عملية قابلة للحياة والاستمرار؛
6- تحيين الرؤية والتصور الخاص بالسياسات الثقافية والأدوات والوسائل الضرورية في خدمة المشروع الثقافي: إعداد سياسة تسويق ثقافي مع أدوات مانجمنت الثقافة: الرصد وجمع المعطيات الفعلية وتحليلها وتشخيص الوضع بدقة في كل مجال من مجالات الثقافة وتصميم الخطط ووضع ميزانيات وبرامج تنفيذية مع رصد الكفاءات والموارد البشرية الضرورية والاستفادة من شبكات الاتصال وإشراك وسائل الإعلام بعد تأهيلها لتكون في مستوى المشروع الثقافي؛
7- تصميم ورشات تكوين للكفاءات الثقافية الوطنية حسب مختلف الاهتمامات والتخصصات؛
8-بناء رؤية مستقبلية جماعية إجماعية تقوم على المعرفة الحقيقية بالواقع الثقافي الوطني من جهة، ومن جهة أخرى، يقوم على حلم مشترك يوجه الجهود نحو غاية مشتركة وأهداف قابلة للتحقيق في المديين البعيد والقريب.
الخلاصة
تمر الجزائر بمرحلة تحول عميق في سياق تحول عالمي يستدعي النظر في الوضع الثقافي والفكري ورعايته واستخلاص مقتضياته من قبل النخبة الثقافية والفكرية ومشاركة الهياكل والمؤسسات الثقافية لضمان تحول آمن في ظل التهديدات والمخاطر العالية مع وجود فرص لمساهمة القوى الناعمة والشبكات والقيم الرمزية في تشكيل ملامح المستقبل محليا وعلى المستوى الوطني والعالمي.
وقد وصف الدكتور محمد بشير بويجرة هذه الارضية بالعمل ال جاد والمبادرة الطيبة داعيا أن يعمل على أساسها كل مهموم بالوهج الثقافي.
رابط للأرضية التي طرحها الدكتور عاشور فني عبر صفحته: