أكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال الدكتور حكيم بوغرارة أن خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمام غرفتي البرلمان كان بمثابة رسالة وطنية بالغة الأهمية جدد فيها التزامه الثابت بالاستمرار في الدفاع عن مصالح الشعب والمضي قدما في برامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية الاجتماعية رغم التحديات وتأكيده على تعزيز الحوار السياسي وتوسيع قاعدة مشاركة القوى الوطنية ودعم القضايا الإقليمية العادلة واحترام إرادة الشعوب.
وقال بوغرارة لدى استضافته، هذا الأربعاء، ضمن برنامج"ضيف الصباح "للقناة الاذاعية الأولى إن الخطاب كان منصبا على إبراز نعمة الاستقرار السياسي والإجتماعي وإبراز مكاسب التنمية وتطلعات الدولة نحو تحسين الظروف المعيشية وحماية القدرة الشرائية للمواطنين وكذا تعزيز الاستثمار واستخدام التكنولوجيا والعصرنة.
التأكيد على الطابع الاجتماعي للدولة
كما قال ضيف الأولى إن رئيس الجمهورية عاد للتأكيد من جديد على أن الجزائر دولة اجتماعية راسخة في دستورها ولن تتخلى عن هذا الأساس، وهو ما يعكس الالتزام بالحماية الاجتماعية للمواطنين وحقوقهم الأساسية.
وأضاف قائلا ،"التمسك بالطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية يستندً إلى روح بيان أول نوفمبر 1954، والرئيس أشار بوضوح إلى أنه لن يتخلى عن هذا الأساس وفاء لتضحيات الشهداء وتعزيزا لمبادئ الدولة الاجتماعية والديمقراطية."
الجزائر في مرحلة اقتصادية حاسمة
كما ثمن بوغرارة مؤشرات حصيلة التنمية الاقتصادية المحققة في البلاد وفقا للأرقام التي وردت في خطاب الرئيس والتي تعكس بصدق بأن الاقتصاد الوطني دخل فعليا في مرحلة حاسمة من التحول والنمو وتدفق المشاريع الإستثمارية، ومنها 19 ألف مشروعا ،والمساهمة في في خلق نحو 500 ألف منصب شغل.
واستطرد قائلا ،"أصبح من المؤكد أن الجزائر تتجه بثبات نحو تعزيز دور الصناعة الوطنية وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الريع التقليدي، وأولى ثمار هذه السياسة أن قطاع الصناعة صار يسهم بنحو 10بالمائة من الناتج الوطني الخام، مع توجّه لرفع هذه النسبة وتحقيق اكتفاء ذاتي أكبر في العديد من القطاعات، مثل صناعة الدواء التي غطّت 82 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية."
الديناميكية الاستثمارية وتدفق المشاريع
وبحسب الدكتور بوغرارة ، فإن البيانات والأرقام التي قدمها رئيس الجمهورية -والتي حاولت بعض الأطراف داخليا وخارجيا التشكيك فيها – تتوافق مع المؤشرات التي وردت في تقارير المؤسسات المالية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي حول حالة الاقتصاد الوطني ومؤشرات التنمية الاجتماعية.
واسترسل قائلا ، "رئيس الجمهورية شدد على أن هدف خفض نسبة التضخم ورفع مستويات النمو لا يزال من أولويات الحكومة ضمن رؤية أوسع لتحقيق استقرار اقتصادي متوازن، ويتزامن ذلك مع وجود حركة استثمارية قوية داخل البلاد، مع مشاركة شركاء أجانب في عديد المشاريع الكبرى، ما يعكس زيادة الثقة في مناخ الأعمال الجزائري."
الحوار السياسي وتعزيز الديمقراطية
وأضاف بوغرارة أن رئيس الجمهورية جدّد التزامه بإجراء حوار سياسي مع الأحزاب السياسية، مؤكّدًا أن هذا الحوار سيكون بنّاءً وفاعلًا، وأنه يتم بالتوازي مع المصادقة على قانون جديد للأحزاب السياسية.
وضمن هذا السياق، رحب ضيف الأولى بالتزام الرئيس علنيا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتأكيد سيادة الدولة ورفض التدخل الخارجي وتوسيع قاعدة مشاركة القوى السياسية الوطنية .
رسائل إقليمية ودولية
ويرى المتحدث ذاته أن خطاب الرئيس كان واضحا من حيث التأكيد على دعم الجزائر للقضايا العادلة في العالم، بالإضافة إلى تأكيد مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا الإقليمية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وذلك في إطار احترام إرادة الشعوب وحقّها في تقرير المصير وفقا لقواعد وأسس القانون الدولي.
وأردف بوغرارة قائلا،"الرئيس أكّد على التزام الجزائر بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مع إبقاء قنوات الحوار والعمل الدبلوماسي مفتوحة والرغبة في تعزيز العلاقات الأخوية مع دول الجوار."
العلاقات مع تونس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية
ومن أبرز الرسائل الإقليمية التي صدرت في الخطاب أيضا ذكر بوغرارة تأكيد رئيس الجمهورية على احترام سيادة تونس وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو موقف دبلوماسي تقليدي تعتمده الجزائر في علاقاتها الإقليمية.
وأوضح أن الجزائر لم تتدخل مطلقا في الشأن التونسي ولن تفعل ذلك، منتقدا بعض الأصوات المغرضة التي تسعى لزرع الفتنة بين البلدين الشقيقين.
الإذاعة الجزائرية











