الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي: "عازمون على استرجاع حريتنا مهما كلفنا الأمر"

إبراهيم غالي
14/08/2023 - 13:34

شدّد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، اليوم الاثنين، عزم شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب على استرجاع حريته مهما كلفه الأمر.  

في كلمته الختامية للجامعة الصيفية الـ 11 لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية ببومرداس، حذّر غالي من السياسات العدوانية التي يسعى من خلالها المغرب إلى تمرير أجندات تخريبية تهدد السلم بالمنطقة.

وتابع الرئيس الصحراوي: "تأكّد للجميع اليوم أنّ خطر السياسة العدوانية للاحتلال المغربي لا يقتصر على دعم عصابات  الجريمة والإرهاب، بل من خلال إبرام تحالفات مشبوهة مع القوى الاستعمارية التوسعية لتمرير أجندات تخريبية لضرب السلم والأمن في كامل المنطقة".

وأضاف: "الجانب الصحراوي حذّر من المخاطر التي تهدد كامل المنطقة جرّاء السياسة العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي، واليوم تأكد بالملموس خطورة هذا التوجه الذي لا يقتصر فقط في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، بما في ذلك عبر التدفق المتزايد  للمخدرات، إنما أيضاً من خلال إبرام تحالفات مشبوهة مع القوى الاستعمارية  التوسعية لتمرير أجندات تخريبية تضرب في الصميم السلم والأمن والاستقرار في  كامل المنطقة".

وأمام هذا التهديد المغربي، أعرب غالي عن ثقته بأنّ شعوب المنطقة "قادرة  ومؤهلة للتحرك معا بمسؤولية لوضع حد لهذه المخططات التي ترمي إلى أبشع استغلال لمقدراتها وثرواتها"، كما تطرق الرئيس الصحراوي إلى استئناف الكفاح المسلح كقرار شعبي صحراوي زكاه المؤتمر الـ 16 لجبهة البوليساريو، مذكّراً بأنه جاء "رداً على سياسة إمعان الاحتلال في تعنّته وممارسته الوحشية في حق المدنيين الصحراويين العزل ونهبها الممنهج للثروات الطبيعية في ظل صمت مُريب بل وتآمر مُخزٍ من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن".

وجدّد الرئيس الصحراوي إدانته الشديدة لما تتعرض له جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب من ممارسات القمع والتنكيل والتضييق والحصار الخانق"، مطالبا الأمم المتحدة بـ "التدخل الفوري لوقف هذه  الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورفع هذا الحصار الجائر وإطلاق سراح أبطال ملحمة إكديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية".

وطالب غالي الهيئة الأممية بتحمّل "كامل مسؤوليتها في الإسراع بتنفيذ التزامها  بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا"، كما هو منصوص في ميثاقها  وقراراتها، وتمكين بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير (المينورصو) من أداء مهمتها حتى يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال وفق خطة التسوية الإفريقية لسنة 1991 والذي يعتبر الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع ومصادقة مجلس الأمن الدولي. 

وشدّد الرئيس الصحراوي على مسؤولية الاتحاد الإفريقي في "وضع حدٍ للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لقانونه التأسيسي"، وبالتالي إنهاء احتلالها العسكري غير الشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية. 

وفي خمسينية تأسيس جبهة البوليساريو، أكد الأمين العام لجبهة البوليساريو أيضا على أن الاتحاد الأوروبي "ملزم  بالامتثال لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية والاحترام الكامل لقرارات محكمة العدل الأوروبية التي أكدت بُطلان أي اتفاق للمملكة المغربية يشمل الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، براً وجواً ومياهها الإقليمية باعتبارهما بلدين منفصلين ومتمايزين".

وعليه، حذّر الرئيس غالي من "مغبّة اللجوء إلى التحايل على تلك المرجعيات  القانونية الواضحة والخضوع لسياسات الابتزاز ولوبيات الفساد وشراء الذمم التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي"، مردفاً أنّه "من غير المعقول أن تخضع المؤسسات الأوروبية لمثل هذه الممارسات وتنجر إلى المشاركة في عملية قرصنة مكشوفة وسرقة مفضوحة لثروات شعب أعزل ضحية احتلال عسكري مغربي لا شرعي".

في هذا السياق، أشاد غالي بالمواقف التضامنية الراسخة مع كفاح الشعب الصحراوي في العالمي، متوجّها بالشكر للجزائر حكومةً وشعباً على احتضان الجامعة الصيفية مما يدلّ على "قوة الموقف الجزائري الراسخ الداعم بلا شروط لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال".

وأكد الرئيس الصحراوي أنّ "موقف الجزائر التاريخي المشهود، تتبناه، ولا تخشى فيه لومة لائم، بكل وعي وقناعة ومسؤولية ووفاء لمبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، وبكل انسجام مع الشرعية الدولية المجسدة في ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".

وجدّد غالي إدانة البوليساريو لـ "خيانة اسبانيا الداعمة للسياسات العدوانية التوسعية" الذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، داعياً الحكومة الاسبانية القادمة إلى مراجعة ذلك الموقف، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ومع مسؤولية الدولة الإسبانية".

وعن الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية، قال غالي إنها أصبحت مع مرور الزمن "ملحمة تضامنية بامتياز تجسد قبل كل شيء قوة ومتانة الروابط الأخوية المتجذّرة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والصحراوي، وعلاقات التعاون والتحالف الأبدي بين البلدين الجارين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية  الجمهورية الصحراوية.

وشكّلت الجامعة الصيفية فرصة لتقديم عدة مداخلات من طرف أساتذة جامعيين من الجزائر ومناضلين صحراويين على مدار أسبوعين، تمّ فيها تبادل الرؤى والأفكار حول مسار النضال والمقاومة في الأراضي الصحراوية وأبعادها الإقليمية والدولية.

وعلى هامش فعاليات اختتام الجامعة الصيفية، أمضى الأمين العام لولاية بومرداس ممثلا عن والي الولاية يحي يحياتن ووالي بوجدور السيدة الديه الشداد اتفاقية توأمة وتعاون بين الولايتين الساحلتين، وتشمل الاتفاقية مواضيع متنوعة على غرار تبادل الزيارات والتجارب والخبرات في مختلف المجالات التنموية، كما تهدف الاتفاقية إلى تقوية أواصر الأخوة والصداقة والتضامن بين الولايتين والشعبين.

وجرت دعوة فعاليات ولاية بومرداس لزيارة ولاية بوجدور الصحراوية.

طاوس أكيلال/ إذاعة بومرداس