انطلقت في نيويورك هذا الثلاثاء أعمال الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة, بمشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وتستمر أعمال الدورة 78 للجمعية العامة حتى السادس والعشرين من شهر سبتمبر الجاري.
وفي مستهل الدورة تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن مدينة درنة الليبية، التي ضربتها السيول والفيضانات الأسبوع الماضي ما أدى إلى مصرع الآلاف.
وقال المسؤول الأممي أن "درنة تصور بشكل محزن حالة عالمنا: فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات".
وأضاف أن أهل درنة عاشوا وماتوا في بؤرة من اللامبالاة بهم فيما هطلت أمطار غزيرة في 24 ساعة زادت كميتها بمئات المرات عن المعدلات الشهرية لسقوط الأمطار وتصدعت السدود بعد سنوات من الحرب والإهمال.
وتابع غوتيريش: "الآلاف في درنة فقدوا حياتهم في الفيضانات الهائلة غير المسبوقة كانوا ضحايا مرات عديدة: ضحايا الصراع وضحايا الفوضى المناخية" وضحايا من خذلوهم في إيجاد سبيل للسلام.
كما تطرق الأمين العام في كلمته حول القضية الفلسطينية إلى انتهاكات وعدوان قوات الاحتلال الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين وأشار إلى الاعتداءات الأخيرة على مخيم جنين واعتبر ما خلفته "أسوأ مستوى من الدمار منذ أكثر من 20 عاما".
وفي حديثه عن عالم متعدد الأقطاب قال الأمين العام: "فيما تتصاعد التوترات الجيوسياسية والتحديات الدولية، نبدو غير قادرين على العمل معا للاستجابة للتحديات. فيما يعد هذا أمرا إيجابيا بشكل كبير لأنه يجلب فرصا جديدة للعدالة والتوازن في العلاقات الدولية، إلا أن تعددية الأقطاب وحدها ليست ضمانا للسلام".
وفي السياق شدد غوتيريش على حاجة العالم متعدد الأقطاب إلى مؤسسات فعالة متعددة الأطراف قائلا: ""لن نستطيع التصدي بشكل فعال للمشاكل إذا لم تعكس المؤسسات العالم كما هو".
وأكد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي وأضاف أن "بديل الإصلاح ليس بقاء الحال كما هو عليه (...) إما الإصلاح أو التمزق".
كما تحدث المسؤول الأممي في كلمته إلى الانقسامات داخل الدول وقال إن "الديمقراطية تتعرض للتهديد فيما يتصاعد الاستبداد وعدم المساواة وخطاب الكراهية".
وفي وجه هذه التحديات شدد على أهمية التسوية والحلول الوسط وقال إن على القادة مسؤولية خاصة تحتم عليهم التوصل إلى حلول وسط لبناء المستقبل المشترك المتسم بالسلام والازدهار للصالح العام.