خبراء: وضع استراتيجية للمنظومة الصحية تماشيا مع التطورات الحاصلة في المجتمع

المنظومة الصحية
07/01/2022 - 10:35

أكد خبراء ومستخدمون في قطاع الصحة عشية انعقاد الملتقى الوطني لتجديد المنظومة الصحية على إعادة النظر في المنظومة ووضع استراتيجية تتماشى مع التطورات الحاصلة في المجتمع.

ويمثل هذا الملتقى الذي سيجمع أزيد من 700 مشارك "أهمية كبيرة" بالنسبة للقطاع خاصة وأنه يأتي في ظروف وبائية عالمية لم تنج منها الجزائر ميزتها انتشار كوفيد-19 بعدة سلالات مما أثر على منظومة كانت تعاني من إختلالات سابقة.

وحسب المنظمين, سينظم هذا الملتقى تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, بمشاركة الشركاء الاجتماعيين والمجتمع المدني الذين سيتباحثون حول الخطوط الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لبناء نظام صحي جديد قادر على تلبية احتياجات السكان وفقا للمعايير الدولية.

وسينظم هذا الملتقى على شكل ورشات عمل متعددة التخصصات تتوج بتوصيات عملية تساهم في إجراء تشخيص دقيق للوضعية الصحية واقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق.

وسبق هذا اللقاء الوطني تنظيم جلسات محلية حول إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بداية من أكتوبر الماضي.

وكان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد أكد فيما سبق على "إعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري وكامل للتكفل بالحاجيات الصحية للمواطنين" وهو ما يمثل, كما قال, "ثورة صحية", ملتزما في نفس الاطار بتحسين الوضعية المهنية والاجتماعية لممارسي الصحة.

وصرح الوزير الأول, وزير المالية, أيمن بن عبد الرحمان, أن الهدف من وراء تنظيم الجلسات الوطنية لقطاع الصحة, بتوجيه من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, هو "القيام بتشخيص دقيق للقطاع والخروج بحلول عملية يمكن تطبيقها ميدانيا".

وأبرز عزم الحكومة على "الشروع في أقرب الآجال في إعادة النظر في كل المنظومة الصحية من خلال إدخال إصلاح عميق وشامل يرتكز أساسا على مراجعة الخارطة الصحية, عبر اعتماد معايير جديدة تأخذ في الحسبان الحاجيات الفعلية لكل منطقة, بناء على تشخيص دقيق ومعطيات موضوعية".

و من جهته, اعتبر وزير الصحة, السيد عبد الرحمان بن بوزيد, أن هذا الملتقى الوطني سيكون فرصة لعرض مطالب واقتراحات المشاركين من أجل "تقوية أسس المنظومة الصحية الوطنية من خلال اقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق في الميدان على أن يتم رفع تقرير مفصل عن التوصيات المنبثقة عن هذه الجلسات إلى رئيس الجمهورية".

وأكد وزير الصحة أن الوقت حان لإجراء تغيير "جاد وحقيقي" من خلال طرح القضايا الاساسية على مستوى القاعدة ووضع معايير تسيير مناسبة تتماشى و المتطلبات الصحية الحالية والمستقبلية.

وحسب رئيس اللجنة الوطنية للخبراء العياديين, عمار طبايبية, فان إصلاح المنظومة وجعلها تتماشى والتطورات الحاصلة في المجتمع "يستدعي اشراك كل الفاعلين في الميدان بما فيهم المواطن الذي أصبح واعيا كل الوعي باحتياجاته الصحية إلى جانب التنسيق التام بين القطاعين العمومي والخاص بغية ايجاد تكامل تام بينهما لتلبية الطلبات المتزايدة للمجتمع".

واعتبر رئيس مصلحة علم الوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لولاية تيبازة, عبد الرزاق بوعمرة, أن اصلاح المنظومة الصحية يبدأ بالتنظيم بين مختلف المصالح وهياكل القطاع إلى جانب ملاءمة هذا الاخير مع المؤشرات الوبائية التي تظهر في العالم خلال السنوات الأخيرة.

كما شدد ذات الخبير الذي يشغل كذلك منصب رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية لبئر طرارية, على ضرورة وضع تحفيزات لكل عمال القطاع للحفاظ على استقراره و وضع حد ل"نزيف" هجرة أدمغة التي غالبا ما تستفيد منها الدول الاوروبية.

ولتحسين الخدمات للمواطنين وتنظيم وعصرنة تسيير القطاع, دعا الخبراء إلى "الاسراع" في اصدار النصوص القانونية المرافقة لتطبيق قانون الصحة لسنة 2018 .

وبخصوص الوضعية الوبائية لجائحة كورونا, كشف وزير الصحة عن استشفاء حوالي 5000 مصاب خلال الفترة ما بين 1 و25 ديسمبر 2021 , نسبة 81 بالمائة منهم غير ملقحين, أي ما يعادل 8 أشخاص من 10 .

في حين بلغ خلال نفس الفترة عدد المتواجدين تحت العناية المركزة 357 حالة, 90 بالمائة منهم غير ملقحين.

كما لم يتلق أي مصاب يخضع لجهاز التنفس الإصطناعي لقاحه "بتاتا", كما أضاف البروفسور بن بوزيد.

وتأسف الوزير لعزوف مواطنين عن التلقيح ضد فيروس كورونا بالرغم من توفير كل الوسائل المادية والمعنوية لإنجاح هذه العملية مع مواصل إطلاق حملات تحسيسية عبر الإعلام والشاحنات المتنقلة وكذا التنقل إلى كل مناطق الوطن للتوعية بأهمية التلقيح.