خبراء: تبريرات الإعلام الغربي "جريمة في حق القيم الإنسانية"

unrwa-onu.jpg
24/10/2023 - 18:41

أكّد خبراء وباحثون في علوم الإعلام والاتصال، اليوم الثلاثاء، أنّ ما يقوم به الإعلام الغربي الموالي للكيان الصهيوني من تبرير للجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو خرق سافر لأخلاقيات مهنة الصحافة وجريمة في حق القيم الإنسانية.

في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، ذهب الكاتب الصحفي اللبناني والنائب البرلماني السابق، ناصر قنديل، إلى أنّ الإعلام الغربي "تبنى الرواية الصهيونية وحاول تشويه وشيطنة المقاومة الفلسطينية لتعبئة الشارع والرأي العام العالمي ضدها".

وأضاف قنديل: "الإعلام في خدمة أهداف الحكومات الغربية ولم يحتفظ بالمسافة المهنية والموضوعية ولا بواجب التحقق من مصادر الأخبار والصوروالمعلومات التي ينشرها، ليكون مجرد أداة للدعاية العدائية".

واستطرد قائلاً: "لكن مع تسارع الأحداث ووصول الرواية الحقيقية لشعوب العالم، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وفضول الشعوب لمعرفة الحقيقة، مع شعورها بأن ثمة خداع تمارسه عليها حكوماتها، سقطت الرواية الغربية، وهي في الأصل نسخة عن الرواية الصهيونية، ما أحرج بعض وسائل الإعلام التي بدأت تنسحب تدريجياً من تبني الرواية الصهيونية، خاصة ما تعلق بمجزرة قصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة".

ويرى المتحدث ذاته "أننا اليوم أمام نوعين من الإعلام الغربي، الأول وهو الإعلام الإيديولوجي المتبني للموقف الصهيوني والمتآمر ضد الشعوب، بما فيه شعوب بلدانهم، وهذا النموذج خادم مطيع للسياسات الصهيونية وهو عنصري وعدائي ضدّ كل ما هو عربي ومسلم".

أما النموذج الثاني، يوضح ناصر قنديل، فهو الإعلام "الذي يريد أن يتخذ مساحةمن الموضوعية والحياد في نقل الوقائع والأحداث ويحاول أن يكون أقرب لعملية البحث عن الرواية الحقيقية أو تقديم أكثر من رواية إلى الرأي العام"، والفضل في هذا كله يعود، بحسبه، لـ "حجم نشاط الإعلاميين وناشطين عرب، وبشكل خاص الفلسطينيين، على وسائل التواصل الاجتماعي، لطرح ما يحدث في الميدان"، مشيراً إلى المسيرات الشعبية في العديد من الدول الغربية والتي أصبحت تشكل عامل ضغط على الحكومات، وعلى وسائل الإعلام الغربي.

من جهته، أكد الباحث في علوم الإعلام والاتصال بسلطنة عمان، هلال الرشيدي، أنّه منذ بداية عدوانه على قطاع غزة في السابع أكتوبر الجاري، والكيان الصهيوني "يستخدم آلته السياسية والإعلامية لتضليل العالم وتشويه صورة المقاومة، وذلك من خلال اختلاق الأكاذيب والادعاءات الباطلة ومحاولة ربط المقاومة بالإرهاب".

وتابع: "من أجل بلوغ هذه الأهداف وتبرير الجرائم بحق الفلسطينيين وتهيئة الرأي العام لتهجير أهل غزة من أرضهم عن طريق إبادتهم، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، حاول الكيان الصهيوني إقناع العالم وخاصة الغرب، بأنه صاحب الأرض، وأنّ المقاومة الفلسطينية تهدف لطردهم من أرضهم، في قلب مفضوح للحقائق".

في السياق، شدّد الرشيدي على أنّ ما يقوم به الإعلام الغربي "في معظمه هو مواصلة منهجية لحملة التضليل وقلب الحقائق التي يتبعها مع العرب والمسلمين، وتشويه سمعتهم وصناعة صورة نمطية تربط الإنسان العربي والمسلم بالإرهاب، عبر الاصطفاف مع الكيان الصهيوني ونقل رواياته الكاذبة والتحيز إليه، والتغافل عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة".

بدوره، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التونسي، بسام حمدي، إنه من الواضح جداً أنّ الحلف "الصهيوني-الأمريكي-الأوروبي" يعتمد اليوم "إستراتيجية مبنية على الإعلام الحربي لمغالطة الرأي العام العالمي فيما يخص القضيةالفلسطينية".

وبناءً على هذه الإستراتيجية، أضاف حمدي: "بدأ الإعلام الغربي ينحرف عن الموضوعية والمهنية وضرورة التقيد بالدفاع عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في الدفاع عن أراضيها"، مشيراً إلى أنّ هذه الإستراتيجية تحاول اليوم إحياء الإسلاموفوبيا من خلال الادعاء بأنّ الحرب الهمجية على قطاع غزة هي "حرب على الإرهاب"، في محاولة لخفض أسهم القضية الفلسطينية لدى الرأي العام الدولي، "خاصة بعدما لاحظ أنّ جزءً من الرأي العام الأوروبي يساند القضية الفلسطينية".

ورأى حمدي أنّ المطلوب من الإعلام العربي اليوم هو "صياغة إستراتيجية شاملة لفضح أكاذيب الإعلام الغربي، من خلال العمل مباشرة مع القنوات والإذاعات الفلسطينية".

ويجب أيضاً "وضع العالم أمام الحقيقة التاريخية والقانونية للقضية الفلسطينية كقضية تصفية استعمار، وذلك من خلال إعداد برامج ووثائقيات مطولة تبث عبر القنوات العربية تخص القضية الفلسطينية وتوضح الحقائق التي يريد الإعلام الغربي إخفاءها".