أبو الغيط: سياسات العقاب الهمجي لن تدفع الفلسطينيين إلى الاستسلام

أحمد أبو الغيط
29/10/2023 - 14:21

أكّد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال الصهيوني يطبق سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، ويلحق الدمار الشديد بالمرافق الأساسية، مما يدل على رغبة مقيتة لصناعة الخراب وجعل ما تبقي من الأراضي الفلسطينية غير صالح للحياة، ظناً منه أن نشر اليأس في قلوب الفلسطينيين عبر سياسات العقاب الهمجي سيدفعهم إلى الاستسلام.

في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة السادسة لمؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه"، قال أبو الغيط: "سيسجّل التاريخ مرة أخرى أن الكيان الصهيوني يطبق بلا رحمة سياسة الأرض المحروقة عبر استهدافه المتعمد لمحطات المياه والصرف الصحي والمستشفيات في غزة ، من شمالها إلى جنوبها بأسلحة شديدة التدمير لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري سعياً منه لتصفية قضيتهم على حساب حقوقهم وعلى حساب دول الجوار".

وأشار إلى أنّ الاحتلال يرتكب مرة أخرى وعلى مرأى العالم جريمة جديدة تضاف إلى سجّل جرائمه المليء بما ارتكبه من انتهاكات ممنهجة منذ النكبة رغبة منه في استكمال مخططه بدفع سكان غزة المكونين أصلاً من لاجئين إلى الهجرة مرة أخرى، وذلك بقصفهم عشوائياً، وحرمانهم من أدنى الحقوق الإنسانية، المتمثلة في الحق في المياه، والحق في الغذاء، والحق في العلاج.

ولفت أمين عام الجامعة إلى أنّ الاحتلال الصهيوني يستهدف البنى التحتية الفلسطينية كما فعل من قبل في جنوب لبنان وفي سوريا بدون أية قيود ودون مراعاة لقواعد القانون الدولي الإنساني التي جرمت في المادة الـ 54 من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف مهاجمة أو تعطيل نقل المواد التي لا غنى عنها، ومنها مرافق المياه وشبكات الري، منوها كذلك بميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي اعتبر تدمير البنية التحتية وشبكات المياه جرائم حرب، وبغيره من المواثيق الدولية التي تحظر استخدام المياه كسلاح ضدّ المدنيين.

وتابع: "إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الاحتلال باستخدام المياه كسلاح، فهو لم يكتف بسرقة المياه العربية فحسب، بل استهدف بشكل ممنهج كل منشآت المياه لإدراكه بأهمية ذلك المورد الأساسي في الحياة والاستقرار والتنمية ورغبة منه في التضييق على الفلسطينيين وإبقائهم تحت رحمة العطش والجوع والأمراض".

ونوّه أبو الغيط بـ "الدراسات التي أعدتها شبكة خبراء المياه العربية العاملة تحت مظلة المجلس الوزاري العربي للمياه لتقييم أضرار قطاع المياه في غزة، لافتاً إلى أنّه تم عرض نتائج تلك الدراسات في شهر جويلية 2022 بمقر الأمانة العامة للجامعة، حيث دقت ناقوس الخطر حول الأوضاع الكارثية التي آلت إليها شبكات المياه والصرف الصحي جراء اعتداءات الاحتلال المتكررة، مضيفاً: "هكذا كان الوضع في غزة منذ سنتين كارثياً، فكيف هي الأوضاع اليوم في ظل ما نراه من مشاهد مروّعة".