قدم روائيون، الاثنين، بالجزائر العاصمة في ندوة في إطار فعاليات صالون الجزائر الدولي الـ26 للكتاب، تجاربهم المختلفة في سرد القضية الفلسطينية روائيا، من خلال أعمال تضامنت مع هذه القضية وتناولتها من جوانب موضوعاتية وفنية متعددة.
وعبر هؤلاء الكتاب، في ندوة بعنوان "الرواية الجزائرية والتغريبة الفلسطينية"، عن "تعلقهم الوجداني الكبير"بالقضية الفلسطينية العادلة والتي عكستها العديد من أعمالهم الروائية، وكذا "حزنهم الشديد" على ما يجري حاليا في فلسطين وقطاع غزة بالخصوص من عدوان وحشي على الأبرياء العزل.
وعبر الروائي واسيني الأعرج، في هذا الإطار، عن سعادته بحضور هذه الجلسة "التضامنية"، كما سماها، والتي هي بمثابة "تحية لغزة وللشعب الفلسطيني"، مقدما روايته "سوناتا لأشباح القدس" (2009) التي تحكي عن النكبة الفلسطينية من خلال مواضيع التهجير والذاكرة والصمود، وهذا عبر قصة فتاة تدعى "مي" تطرد عائلتها من طرف المحتل الصهيوني في 1948 لتسافر رفقتها للولايات المتحدة الأمريكية، غير أنها تصاب في نهاية حياتها بالسرطان فتوصي بأن يحرق جسدها ويذر رمادها بفلسطين.
وقال من جهته الروائي والناقد الأدبي محمد ساري، أن الكيان الصهيوني "أظهر وجهه الإرهابي الحقيقي"، وأن "الغرب الذي كان يتشدق بحرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان أظهر بدل ذلك وبكل وقاحة حرية القتل .."، لافتا إلى أن ممارسات هذا الكيان "هي نفسها ممارسات فرنسا إبان احتلالها للجزائر".
وعاد المتحدث، في هذا السياق، لعمله الروائي "نيران وادي عيزر" (2022) والتي تتحدث عن الإبادة الفرنسية للجزائريين بالنابالم وتهجيرهم الجماعي في السنوات الأخيرة للثورة التحريرية والزج بهم في المحتشدات، معتبرا أن "نفس الممارسات الإجرامية تتكرر اليوم بفلسطين وبقطاع غزة بالخصوص".
وأشار من جهته، الروائي علاوة جلاوجي، أن "ما يحدث في فلسطين وقطاع غزة فضيحة كبرى لأولئك (الغربيين) الذين نصبوا أنفسهم حماة للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير، فهو وصمة عار في جبين هؤلاء الذين يعتقدون أنهم المركز المشع للانسانية، رغم أن تاريخهم حافل بالمجازر والابادات والإرهاب في كل مكان من هذا العالم".
وعن السردية المتعلقة بالقضية الفلسطينية قال جلاوجي أن هناك نوعين من السرد، فالأول "سردية الواقع" والتي يعكسها "الحب الكبير الذي يكنه الجزائريون لفلسطين وللشعب الفلسطيني وتضامنهم الدائم معه"، وأما الثاني ف "سردية تخييلية" تترجمها الكتابات الكثيرة لأدباء ومثقفين جزائريين عن هذه القضية.
وتستمر فعاليات الطبعة الـ26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.