استعرض نائب رئيس مجلس الأمة، أحمد خرشي، اليوم الخميس بأبيدجان (كوت ديفوار)، تجربة الجزائر الرائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مبرزا مقاربتها القائمة على الربط بين التهديدين ومواجهتهما استنادا إلى مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد، حسب ما أوضحه بيان للمجلس.
وأوضح المصدر ذاته أن السيد خرشي، وخلال مداخلة له في أشغال المؤتمر الـ45 للاتحاد البرلماني الإفريقي بأبيدجان، استشهد بما ورد في تقرير رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته منسق الاتحاد الإفريقي حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، عندما قال بأنه "لا يمكن كسب المعركة ضد الإرهاب والتطرف العنيف دون اتباع نهج مفهوم قائم على الانتشار على مستوى جبهتين، وهما محاربة الجماعات المتطرفة، لكن وقبل كل شيء القيام بجهود الوقاية من التطرف".
وبالمناسبة، عدد السيد خرشي المبادئ التي ارتكزت عليها المقاربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، على غرار "مبدأ العمل على ضرورة تجفيف المنابع المادية والفكرية للظاهرة الإرهابية ومبدأ المقاربة الشاملة المستندة للربط بين السلم والأمن والتنمية لمواجهة التهديد الإرهابي وكذا التنسيق والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
كما أكد نائب رئيس مجلس الأمة أن الجزائر "انتصرت على الإرهاب بفضل تضحيات أبنائها وبفضل السياسة الرشيدة والإجراءات الحكيمة التي أقرتها السلطات العليا في البلاد، والتي تعمل اليوم على مساندة جوارها الإفريقي المباشر لتحقيق نفس النجاح في معركته ضد الإرهاب والتطرف العنيف، انطلاقا من تجربتها التي تستحق فعلا أن تكون دليلا استرشاديا".
وفي السياق ذاته، استحضر المبادرة التي تقدمت بها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والوقاية منهما، والتي تهدف إلى "إضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء" وكذا "مساعيها الرامية للمساهمة في تعزيز العمل الافريقي المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".
وأبرز السيد خرشي أن محاربة الإرهاب في إفريقيا وإنعاش ديناميكية التنمية المستدامة يتطلبان "تحمل الجميع لمسؤولياته من خلال التنسيق والتعاون وتوحيد المواقف وترشيد التعامل إزاء العوامل المغذية له"، داعيا إلى "تكثيف دعم المجموعة الدولية للدول الإفريقية والتضامن مع جهودها".
وجدد بالمناسبة "دعم الجزائر الثابت واللامشروط لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" وكذا "حق الشعب الصحراوي غير القابل للتقادم أو التصرف في تقرير مصيره والاستقلال".