رابح زاوي: "الدبلوماسية الجزائرية أصبحت نموذجاً دولياً"

أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة البويرة، رابح زاوي، هذا الخميس، أنّ الدبلوماسية الجزائرية بقيت ثابتة ومحافظة على مبادئها في حلّ الأزمات بطريقة سلمية، رغم التطورات التي عرفها المحيط الجيوسياسي الداخلي والخارجي.

في تصريحات خصّ بها برنامج "ضيف الدولية" على نطاق إذاعة الجزائر الدولية، قال زاوي إنّ "الجزائر وعلى الرغم من التغيرات التي عرفها النظام الدولي الجديد، إلاّ أنها بقيت محافظة على مبدأ الدبلوماسية المبنية على حسن الجوار، دعم القضايا التحررية، وحلّ الأزمات بطريقة سلمية وإحترام قدسية الحدود الموروثة عن الإستعمار".

وأضاف الأستاذ بجامعة البويرة: "الدبلوماسية الجزائرية وبفضل الإسهامات التي قدمتها في حلّ عدّة أزمات، أصبحت نموذجاً يُقتدى به من قبل عدّة دول، خاصة بلدان الجوار، وهو ما حوّلها إلى قبلة يرجع إليها دائماً في مسألة المشورة".

في سياق متصل، أشار المتحدث إلى أنّ "الدبلوماسية الجزائرية كانت دائماً تعطي الأهمية لمسألة الحوار الداخلي، وهو ما لحظناه كمثال في الأزمة الليبية"، متابعاً: "المقاربة الجزائرية لما يحدث في النيجر والتشاد وغيرهما، بقيت ثابتة في مسألة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهاته البلدان، إلا أنّها لم تتخل عن التزاماتها سواء تعلق الأمر بتبني المقاربة التنموية من أجل تحقيق الاستقرار السياسي داخل هذه الدول".

وأشار أيضاً إلى أنّ "اللمسة الجزائرية كانت واضحة في الملف النيجري وغيره رغم التدخلات الخارجية"، مؤكّداً أنّ "المقاربة الجزائرية لحلّ الأزمات في منطقة الساحل وفي دول الجوار الأخرى، لقيت إشادة كبيرة من قبل الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والقوى الإقليمية وحتى الطبقة السياسية".

وانتهى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى أنّه "في ظل البيئة الدولية المعقدة والتطورات المتسارعة التي يعرفها العالم على المستوى السياسي والإقتصادي والجيوسياسي الدولي، من الصعب حالياً أن تجد دولة تتمتع بهذا الكمّ من المصداقية كالجزائر على المستوى الدولي، خاصةً وأنها تقود حملات وساطة في ظل هذه البيئة المعقدة"، مشدّداً: "نظراً للموروث الكبير الذي تتمتع به الجزائر على المستويين الدبلوماسي والتاريخي، لا بد من المواصلة على النهج نفسه والمقاربة ذاتها، مع الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة مع مختلف الدول".