دخلت تجارب الزراعات الاستراتيجية الصناعية بولاية تقرت مرحلة الإنتاج الفعلي، حيث حصدت مؤسسة كوسيدار 1500 قنطار في مساحة 240 هكتاراً من الذرى العلفية، وهو ما يمثّل أول منتوج في محيط القداشي ببلدية الحجيرة.
أتى ما تقدّم ضمن ثلاثة استثمارات كبرى بالمحيط المذكور الذي يتربّع على مساحة 10 آلاف هكتار.
وباتت تجربة ولاية تقرت في الزراعات الاستراتيجية الصناعية، نموذجاً تعوّل عليه الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الإستيراد، علماً أنّ التجربة بدأت في شهر أوت الماضي بمحيط القداشي.
وينشط في هذا الوعاء العقاري الفلاحي، كل من شركة كوسيدار، مجمع سوناطراك، ومستثمر أجنبي من جنسية إيطالية، في إنتاج الذرى العلفية والحبوب .
وبحسب أسامة بلحمو مدير الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، سيتمّ في القريب العاجل توزيع مساحات أخرى.
ونوّه عثمان عبد العزيز والي تقرت إلى أنّ المساحة الاجمالية المخصّصة للزراعات الإستراتيجية الصناعية بتڨرت، تصل إلى 24 ألف هكتار، منها 27 هكتارا مزروعة بالحبوب، و800 هكتار متوقع زراعتها، بعد دخول 15 مستثمراً آخر حيز النشاط، وهم الآن في إنتظار ربط الشبكة الكهربائية.
ولضمان نجاح هذه التجارب، ومرافقتها تقنياً وتكوينياً ولوجستياً بالوسائل والعتاد، دعّمت الدولة هذا الخيار الاستراتيجي في المناطق الصحراوية التي تتميز بالشساعة، ووفرة المياه الجوفية، وهي كلها عوامل غير مكلفة في دورة الانتاج.
وأبرزت المهندسة رشيدة ذيب ممثلة غرفة الفلاحة الولائية، تطلع المستفيدين من الأراضي، لإسراع الجهات المختصة في شق المسالك الفلاحية وإيصال شبكة الكهرباء ومنح رخص حفر آبار المياه لمباشرة العمل والمساهمة في إنتاج هذه المحاصيل الإستراتيجية.
وفي ظلّ التخصيصات الكبيرة للعقار الفلاحي الموجّه للزراعات الاستراتيجية بولاية تقرت، واستعداد قطاع الفلاحة لتوزيع مساحات أخرى ضمن المحفظة العقارية الرابعة، أكّد محمد الأمين حوحو مدير الفلاحة الولائي، حلّ إشكالية العقار أمام الراغبين في الاستثمار الفلاحي، بما فيها امكانية إقامة شراكات مع الأجانب.
رهان على تنشيط الصناعات التحويلية
مع بداية تحقيق نتائج ميدانية مشجعة في الزراعات الاستراتيجية، بات الرهان القادم في تنشيط الصناعات التحويلية، والرفع من قدرات تخزين وحفظ المنتوج، إضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثمّ تصدير الفائض.
راية صحراوي – الإذاعة الجزائرية من تقرت