أدانت منظمة "آكشن إيد" الدولية, اليوم السبت, هجمات قوات الاحتلال الصهيوني على المرافق الطبية في الضفة الغربية وقطاع غزة, والتي ترقى إلى مستوى انتهاك فعلي للقانون الإنساني الدولي.
وطالبت المنظمة الدولية, في بيان صحفي لها, باحترام جميع المستشفيات في غزة والضفة الغربية وحمايتها باعتبارها أماكن لجوء من المفترض أن تكون آمنة.
وأشارت إلى أن مستشفى العودة في شمال غزة, الذي تديره مؤسسة العودة, وهي شريكة لمنظمة آكشن إيد, تعرض للقصف ثلاث مرات على الأقل خلال الأيام الماضية, ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وتعرض المبنى لأضرار جراء هذه الهجمات السافرة.
ويعتبر مستشفى العودة شريان حياة لآلاف المرضى والنساء الحوامل في منطقة شمال قطاع غزة كونه أحد المستشفيات العاملة الوحيدة في تلك المنطقة والمنشأة الوحيدة القادرة على تقديم خدمات الأمومة.
ولا تزال المستشفيات والمرافق الصحية تتعرض للاستهداف في أماكن أخرى من قطاع غزة أيضا, ما يعرض حياة العاملين في المجال الطبي والمرضى والنازحين للخطر.
وبينت المنظمة أن مستشفى الامل ومستشفى ناصر في خان يونس يتعرضان للحصار. وفي الضفة الغربية, تم اغتيال ثلاثة مواطنين داخل مستشفى ابن سينا يوم الثلاثاء الماضي بعد دخول أفراد من القوات الصهيونية إلى المنشأة متنكرين في زي طاقم طبي ومدنيين.
ويواصل العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة إنقاذ الأرواح رغم الصعاب أثناء عملهم في ظل ظروف لا يمكن تصورها.
ولا يعمل سوى 14 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة بشكل جزئي وتعمل حاليا في المتوسط, بأكثر من 200 بالمائة من طاقتها الاستيعابية, مع اضطرار بعضها إلى رفض استقبال مرضى جدد.
وتعاني جميعها من نقص حاد في الإمدادات الطبية, بما في ذلك أدوية التخدير اللازمة للمرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية, وكذلك الوقود والغذاء ومياه الشرب النظيفة, كما ان هناك نقصا حادا في الطاقم الطبي, خاصة الجراحين المتخصصين وجراحي الأعصاب وطاقم العناية المركزة.
وتزداد الاحتياجات الصحية لمواطني غزة المحاصرين يوما بعد يوم, مع تزايد عدد المرضى الذين يصابون بقصف طائرات الاحتلال أو الذين يصابون بالمرض بسبب الظروف المعيشية اللاإنسانية في ملاجئ النازحين الذين يحتاجون إلى العلاج.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد- فلسطين, رهام جعفري: "يجب أن تكون المستشفيات ملاذا آمنا للعاملين في المجال الطبي للقيام بعملهم المنقذ للحياة بشكل آمن, لكن تشير هذه الهجمات الأخيرة مرة أخرى, إلى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة".
وطالبت باحترام الوضع المحمي للمستشفيات وجميع مرافق الرعاية الصحية ودعمها وفقا للقانون الإنساني الدولي, مشيرة إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة أصبح في حالة ركود بعد أربعة أشهر من هذه الأزمة, بينما ترتفع الاحتياجات الصحية للمواطنين في القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وأكدت أن وقف إطلاق النار الدائم والفوري هو السبيل الوحيد لوضع حد لهذه الكارثة, ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتمكين المساعدات المنقذة للحياة من الدخول على نطاق واسع والسماح للمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية بالبدء في التعافي.