أكدت الكاتبة والمحللة السياسية السورية، ميس كريدي، أن الجزائر محل ثقة كاملة من قبل كل المحور المؤيد للقضية الفلسطينية، خاصة وأنها تكاد تكون واحدة من أهم المعاقل الرافضة لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية وتجلى ذلك من خلال الجهد الكبير في سبيل وقف التغلغل والتمدد الصهيوني في القارة الإفريقية.
واعتبرت الكاتبة السورية خلال مشاركتها، هذا الأحد، ضمن برنامج "ضيف الدولية" على أمواج قناة الجزائر الدولية بان "الجزائر واعية بمشاريع الغرب في المنطقة العربية، بالنظر إلى ماضيها الثوري ومقاومتها للاستعمار ونحن في سورية نعول كثيرا على دورها في الساحة الدولية، لأنها كثيرا ما كانت الطرف العربي الأقرب إليها وخصوصا حاليا بتواجدها داخل مجلس الأمن الدولي".
الضربات الأميركية تستهدف إضعاف الدولة السورية
من جانب آخر، أوضحت ميس كريدي أن "الغارات التي أقدمت عليها الولايات المتحدة على مواقع متفرقة في سوريا والعراق هي استمرار للعدوان على الجيش السوري المتواصل منذ أحداث ما يعرف بالربيع العربي، بهدف تدمير خصوصيات وهوية منطقة الشرق الأوسط والقضاء على أي سياسة تقوم على مقاومة الاحتلال الصهيوني الغاصب والتصدي لعربدته ومشاريعه التوسعية بالمنطقة".
ونفت الكاتبة السورية أن "تكون المواقع المستهدفة داخل التراب السوري تخضع لسيطرة إيران وقالت إن هناك مستشارين يعملون في إطار التعاون القائم بين الدولتين وفقا لما تنص عليه الأعراف الدولية وهي تخضع لأجندات تفرضها الدولة السورية القائمة على أساس علاقات التحالف الطبيعي بين الدول".
وأوضحت ميس كريدي أن "الرواية الأميركية المزعومة بأن هذه الضربات الجوية استهدفت مواقع تابعة لدولة أجنبية في إشارة إلى إيران غير صحيحة ومضللة، وهي ترمي إلى تحصين عملائها وحلفائها والمضي قدما في المشاريع الرامية لتقسيم المنطقة ومحاولة تأليب دول المنطقة وتحريضها على إيران والدول المتحالفة معها ضمن نهج المقاومة المسلحة للعدوان الصهيوني".
وتابعت كريدي حديثها قائلة "الغارات العسكرية الأخيرة ضربت أهدافا حساسة في سورية وهي امتداد لما يجري منذ سنة 2011 ونحن نعتبرها اعتداء سافر على مقدرات الشعب السوري، وهي تأتي دعما للحركات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش".
واستطردت ايضا قائلة "الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتغليط الرأي العام الدولي، فهي من أنشأت داعش في المنطقة وحولته إلى غول كبير من خلال تقديم كل أشكال الدعم اللوجيستي والتكنولوجي والمعلومات الإستخباراتية لتبرير تواجدها الحالي في سورية والعراق والرامي إلى إرباك المنطقة العربية والإسلامية، وهي تستخدم مثل هذه الغارات أيضا في إطار السباق المحموم بين الديمقراطيين والجمهوريين لكسب معركة الانتخابات الرئاسية المتوقعة في نوفمبر من العام الجاري".