قال أحمد فال محمدن ، مستشار مكلف بالتعاون لدى وزير الطاقة الموريتاني إن منتدى الدول المصدرة للغاز صار اليوم أقوى على الساحة الدولية بعد قمة الجزائر بالنظر إلى طبيعة المخرجات التي تضمنها " اعلان الجزائر" و التي شكلت إضافة جديدة في مجالات التعاون ووحدة و تكاتف الدول الأعضاء في الدفاع عن مصالحها.
و أبرز أحمد فال، هذا الأحد، خلال مشاركته ضمن برنامج "ضيف الصباح " على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية الدور القيادي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إدارة أعمال هذه القمة و القدرات التي تحوز عليها الجزائر في مجال صناعة و إنتاج الغاز.
و تابع قائلا ، "كلمة الرئيس عبد المجيد تبون كانت مفصلية و فارقة و تبرزمكانة الجزائر كدولة غازية تمد الأسواق العالمية وخاصة السوق الأوروبية في ظل أزمات توريد الغاز لهذه القارة على ضوء الحرب في أوكرانيا و الحظر على الغاز الروسي ."
وأضاف قائلا ،"القمة كانت ناجحة بامتياز ومن شأنها أن تعزز أكثر كلمة الجزائر ومكانتها ودورها الريادي على الساحة الغازية في العالم و تأتي هذه المخرجات التي رعتها الجزائر لتعزز المنتدى باعتباره من هنا فصاعدا المنصة الرئيسية لتحالف الدول المصدرة للغاز والمضي بها قدما نحو آفاق جديدة وواعدة ومستقبل يسوده التعاون والتشاور بين الدول الأعضاء ."
و استطرد قائلا ،"القمة حملت رسائل متعددة وكأنها تقول للعالم نحن قوة لا يستهان بها لأننا نستحوذ على نسبة 70 بالمائة من الاحتياطات الغازية فوق كوكب الأرض ويتعين مراعاتنا ومراعاة مصالح الدول المنتجة من خلال التزام صارم بالتصدي معا لمواجهة مختلف التحديات و كل أشكال الضغوط الممارسة من قبل الدول المستهلكة وخاصة الدول الصناعية الكبرى."
وضمن هذا السياق ، أوضح المستشار المكلف بالتعاون لدى وزير الطاقة الموريتاني بأن العالم يعيش اليوم أزمة مناخية و ظرفا خاضا بفعل التغيرات المناخية وقد برز توجه نحو ضرورة استخدام الطاقات المتجددة كبديل للطاقة الأحفورية .
و تعليقا على هذه الاكراهات، أبرز فال قائلا،"الجزائر وموريتانيا لهما قدرات كبيرة ومصادر طبيعية معتبرة في مجالي الطاقة الشمسية و طاقة الرياح نظرا لشساعة المساحة و الصحاري ولكن أيضا هناك مقدرات معتبرة في مجال الغاز ولا يمكن التخلي عنها بسهولة باعتبارها ثروة في غاية الأهمية لعقود قادمة مثلما ورد ذلك في البيان الختامي."
التواجد بالجزائر ...دفع جديد للتعاون الثنائي
اعتبر أحمد فال محمدن بأن موريتانيا هي العمق الإفريقي للجزائر و هناك قواسم مشتركة بين البلدين و أشار إلى أنه تم تم خلال سنة 2022 التوقيع على العديد من وثائق التعاون في مجال الطاقة و تخرج العديد من الاطارات في موريتانيا من المعاهد الجزائرية في مجال الطاقة معربا عن أمله في ،ان يتواصل هذا التعاون المشترك من خلال المعهد الدولي للغاز الذي تم تدشينه على هامس أعمال هذه القمة "
وأشار قائلا ،"نحن دولة شاسعة و نسبة التغطية بخدمات الكهرباء لا تتجاوز ال 25 بالمائة و موريتانيا اليوم ترأس الاتحاد الإفريقي وهناك اليوم 600 مليون نسمة في القارة لا يتوفرون على خدمات الكهرباء و هذا لا يستقيم مع دعوة البعض إلى ضرورة تجاوز مصادر الطاقة الأحفورية والتوجه نحو تقنيات جديدة لم تصل بعد إلى مرحلة النضج في وقت لم تساهم فيه القارة الافريقية إلا بنسبة 03 بالمائة في التلوث والاحتباس الحراري."
و استرسل قائلا ، " هذه تحديات كبرى نواجهنا في موريتانيا و القارة الافريقية برمتها من اجل تحسين الولوج إلى خدمات الكهرباء و ذلك لن يتأتى من منظورنا إلا عبر مصادر نتحكم فيها أكثر و منها الغاز الطبيعي ."