طالب 57 حزبا سياسيا ليبيا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعادة ترتيب أولويات بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا وتطوير ورفع مستوى أداءها بما يتلاءم مع حجم التحديات التي تواجهها البلاد.
جاء ذلك في رسالة وجهتها الأحزاب إلى غوتيريش، على اثر تقديم المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، استقالته لغوتيريش، مساء أمس الثلاثاء.
واعتبرت الأحزاب أن أداء البعثة الاممية "صار يفقد زخمه وتأثيره رغم محاولاتها المتواضعة لإيجاد مخرج للانسداد السياسي في ليبيا"، مشيرة إلى أن "ذلك ينذر بعواقب وخيمة حال استمرارها بنفس درجة الأداء حاليا"، معبرين عن مخاوفهم من "تحول البعثة إلى أداة لخدمة مصالح المتمسكين بالبقاء في السلطة لفترة أطول".
ولهذا السبب، اعتبرت الأحزاب أن البعثة الأممية "مطالبة بإعادة ترتيب أولوياتها بشكل عاجل ورفع مستوى أدائها مع إعطاء فرصة أكبر للعمل مع مؤسسات وهيئات المجتمع السياسية والمدنية، ضمن إطار زمني محدد لإنجاز مهامها، مستخدمة في ذات الوقت كل الوسائل المتاحة للضغط على الأطراف المعرقلة" للعملية السياسة.
كما دعت إلى إعادة الزخم للعمل في المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي حققت البعثة تقدما فيها خلال السنوات الماضية، وإشراك الخبراء والمختصين الليبيين أصحاب القضية والمصلحة في هذا الشأن وإضافة مسار رابع يتعلق ببناء الحكم المحلي.
و طالبت الأحزاب الأمم المتحدة بوقفة "حازمة وحاسمة" لإنجاز الانتخابات المؤجلة منذ عام 1921 وفق قوانين توافقية لتفادي تدهور الأوضاع أكثر.
وكان باتيلي قدم استقالته إلى غوتيريش أمس، معتبرا أن "الجهود السلمية التي تبذلها المنظمة الأممية ستظل محكومة بالفشل"، في ظل ما وصفه ب "غياب الإرادة السياسية وحسن نية الزعماء الليبيين" في إيجاد حل سياسي للازمة القائمة في البلاد منذ الإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي في عام 2011.