قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الجيوسياسية والدولية، البروفيسور إدريس عطية، اليوم الأربعاء، أن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون مع رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة، قد عزز مفهوم الاتصال السياسي بين رئاسة الجمهورية كمؤسسة دستورية وبقية الأحزاب، معتبرا إياه "جرعة أوكسين" سياسية عالية المستوى، ستسمح للجميع في أن يتحرك وفق بوصلة جديدة للنشاط الحزبي قوامها روح المبادرة.
وشدد عطية لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، على أهمية لقاء رئيس الجمهورية مع قادة 27 من الأحزاب السياسية التي تحوز على مقاعد في البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، مشيرا إلى أنه "كرس مبدأ الاتصال الجماعي الذي يعزز روح التشاور والتعاون بين الأحزاب".
ولفت عطية، إلى أن "اللقاء يأتي في ظل رهانات داخلية وخارجية تشهدها الجزائر على أكثر من صعيد، من ضمنها الرهان الاقتصادي ورهان تعزيز الجبهة الداخلية، ناهيك عن السياق الإقليمي المحيط بالجزائر والذي تطبعه الانقلابات غير الدستورية والوضع المتشنج في منطقة الساحل".
وعلى هذا الأساس، أبرز عطية مدى الأهمية البالغة لهذا اللقاء الذي "من شأنه أن يدفع الأحزاب للتحرك داخليا وخارجيا من خلال الدبلوماسية الحزبية، عبر جعلها كقوة اقتراح وتحفيزها لتقديم استشرافات، إضافة إلى دفعها للمشاركة بقوة في المشروع الوطني الذي كانت غائبة عنه في لفترة من الفترات"، مشيرا إلى أن "الظروف الدولية الحالية تدفع الجزائر لان تتجاوز مرحلة الفراغ التي عاشتها الأحزاب خلال السنوات الماضية".
وفي السياق، أكد ضيف الصباح أن "الاشتغال السياسي الحزبي أصبح أكثر من ضروري، حيث دعا الأحزاب لضرورة افتكاك فرصتها كموالاة أو أحزاب معارضة، عبر استعادة قواعدها النضالية وحضورها الدائم في الحياة السياسية، بحيث لا تكون أحزاب مناسباتية تشتغل في فترات الانتخابات، بينما تدخل في سبات عميق خلال المراحل الأخرى".