يعد الاستثمار في الهيدروجين الأخضر طموح الجزائر لمستقبل يضمن أمنها الطاقوي على المستويين الوطني والعالمي حيث تراهن بلادنا من خلال المقومات التي تمتلكها أن تكون بطارية أوروبا في الوقود الأخضر بأسعار تنافسية بدلا من الوقود الاحفوري.
ونظرا للاهتمام العالمي الكبير الذي حظي به موضوع استغلال الهيدروجين النظيف لمواجهة التحديات المناخية بالحد من البصمة الكربونية ترتكز الجهود على جعل الجزائر مركزا اقليميا وفاعلا أساسيا لإنتاج وتصدير هذه الطاقة الخضراء وهو ما تعهد به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كون البلاد تمتلك أفضل الخيارات عالميا في مسار التحول الطاقوي لريادة سوق النفط النظيف.
ولعل المكونات الهائلة من الطاقات المتجددة التي تتمتع بها الجزائر، خاصة الشمسية والهياكل القاعدية ستسمح بالانتقال بكل سهولة إلى الهيدروجين، حيث يمكن استغلال الشبكة الهائلة من أنابيب نقل الغاز وتمييعه التي تمتد إلى غاية أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط في نقل الهيدروجين مستقبلاً إلى الأسواق الأوروبية.
واعتمدت الجزائر استراتيجية وطنية واعدة حيث صادق مجلس الوزراء في شهر ديسمبر 2022 على ورقة طريق لتطوير الهيدروجين النظيف، تتضمن قدرات إنتاج عالية باستثمارات تتراوح بين 20 إلى 25 مليار دولار بالشراكة مع متعاملين أجانب، حيث وقّعت سوناطراك مذكرة تفاهم مع "في أن جي" الألمانية لتطوير مشاريع مشتركة في الهيدروجين والأمونيا الخضراء، إلى جانب إطلاق بعض المشاريع مع "إيني" الايطالية لبناء محطات الكهرباء ومحول للهيدروجين وكيفية تصدير هذه الطاقة إلى أوروبا.
إلى جانب انه هناك مشروع أنبوب جديد قيد الدراسة على مستوى وزارة الطاقة وسوناطراك وسونلغاز يربط الجزائر بأوروبا لتصدير الهيدروجين والغاز والأمونياك.
كما يجري في اطار هذه الاستراتيجية التحضير للمناخ الملائم لاقتحام سوق الهيدروجين الأخضر، حيث سيتم تكوين الرأسمال البشري واكتساب التكنولوجيا وإعداد كل القوانين والأنظمة والتدابير الخاصة بالأمن في استخدام الهيدروجين من الإنتاج والنقل والتمييع حتى الاستهلاك.
وتعول الجزائر في رحلتها لتحقيق الحياد الكربوني صفر تلوث والاندماج في الديناميكية العالمية المرتبطة بالانتقال الطاقوي على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر الذي يعد طاقة المستقبل التي تحوي 3 اضعاف الوقود الأحفوري.
ملتميديا الإذاعة الجزائرية: حنان شارف