أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة, السفير عمار بن جامع, هذا الثلاثاء, أن المجتمع الدولي ملزم بالعمل بصوت واحد من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني وتمكينه من العيش في سلام وأمان.
وفي كلمته نيابة عن مجموعة (أ3+), خلال جلسة الإحاطة المفتوحة لمناقشة الوضع الإنساني في السودان, بمجلس الأمن, أشار السيد بن جامع إلى أن الوضع الإنساني الكارثي في السودان يزداد سوءا بمرور الوقت, لافتا إلى أن التقرير الأخير الذي صدر عن لجنة استعراض المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي, أعطى فكرة واضحة عن الوضع السائد في منطقة زمزم وأبو شوك والسلام, حيث تتواجد مخيمات النازحين داخليا.
واستنادا الى هذا التقرير - يضيف بن جامع - فقد تبين أن مخيم زمزم سيشهد المرحلة الخامسة من مراحل التصنيف المتكامل الغذائي, مشيرا إلى احتمال وجود ظروف مماثلة في مواقع أخرى بمنطقة الفاشر, حيث يتواجد النازحون داخليا.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري أن التوقعات بخصوص الشهر المقبل ذات الصلة بمكاسب العيش والتدفقات التجارية والوصول الإنساني وانتشار الأمراض تثير "القلق البالغ", حيث أن "أكثر من 25 مليون شخصا في السودان يعانون انعداما حادا للأمن الغذائي ومئات الآلاف من الأشخاص لا يعيشون إلا واقعا مأسويا له شقان: الحرب والمجاعة".
وأشار السيد بن جامع إلى أن "مناطق أخرى كثيرة في السودان عرضة لخطر المجاعة, إذا ما استمر النزاع واستمر تقييد الوصول الإنساني", مشددا على "الحاجة الماسة للوصول الإنساني دون عائق وضرورة أن تقوم كل الأطراف بما عليها من مسؤوليات, لتيسير وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر خطوط النزاع".
كما أكد على ضرورة أن يرافق الوصول الإنساني موارد هائلة وتمويل بقدر كاف لتقليل معاناة السودانيين, مجددا دعوته للمجتمع الدولي لمضاعفة جهوده بغية التمويل الإنساني وتعزيز الاستجابة الإقليمية وداعيا بشكل خاص دول الجوار لدعم النازحين إليها بسبب النزاع.
ودعا السفير الأطراف المتنازعة لتغليب مصلحة الشعب السوداني, مشددا على ضرورة وقف إنساني لإطلاق النار, بما يمكن من الإجلاء الآمن للأشخاص إلى المناطق الخالية من النزاع.
وأثنى في السياق, على كل جهود الوساطة واعتبرها خطوة أخرى إضافية على الطريق السليم, مشددا على أن "التدخلات الخارجية تأجج الأزمة وتحول دون التقدم نحو السلام ولابد أن تدان علنا وبشدة".
وأكد السيد بن جامع أنه "لزاما على المجتمع الدولي أن يعمل بصوت واحد وذلك لإنهاء معاناة السودانيين, التي نعجز عن وصفها وتمكين هذا الشعب من العيش في سلام وأمان".
وأضاف قائلا: "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي, بينما نرى أمة كاملة على شفير الانهيار, حان وقت العمل, التأخير ولو للحظة تكلفته أرواح ثمينة, فلنوحد صفوفنا بعزم لا يتوانى لنأتي لشعب السودان بالأمل والسلام والاستقرار الدائم".