شدّد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف, جيمس إلدر, اليوم الأربعاء، أنّ أطفال السودان يعيشون أزمة إهمال كبيرة نظراً لعدم اكتراث المجتمع الدولي بهم.
وأكّد إلدر أنّ خمسة ملايين طفل أجبروا على الفرار من منازلهم بمعدل مذهل يبلغ عشرة آلاف طفل نازح في كل يوم, مما يجعل السودان يمثل أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم, حيث اضطر بعضهم للنزوح أكثر من مرة.
ولفت إلى الإعلان عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور, مشددا على أنه "دون اتخاذ أي إجراء, قد يموت عشرات الآلاف من الأطفال السودانيين خلال الأشهر المقبلة".
وقال: "إنّ الأمراض هي خوفنا الأكبر, وإذا تفشت الحصبة أو الإسهال أو التهابات الجهاز التنفسي - مع الأخذ في الاعتبار الظروف المعيشية الحالية, وهطول الأمطار الغزيرة والفيضانات, تساعد بنشر الأمراض كالنار في الهشيم - فإن التوقعات المفزعة للأطفال في السودان سوف تتفاقم بشكل كبير".
وأضاف إلدر أنّ أطفال السودان وعائلاتهم بحاجة ماسة وعاجلة إلى وصول إنساني من دون عوائق باستخدام جميع الطرق, عبر خطوط الصراع, واحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان, وزيادة هائلة في تمويل المانحين, ووقف فوري لإطلاق النار.
بالمقابل، أكد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان, محمد رفعت, أن الصراع في السودان "وحشي بشكل مروع", مشيرا إلى أن الشعب السوداني يواجه أزمة تلو الأخرى, ولا نهاية تلوح في الأفق, كل يوم - ويبدو الأمر وكأنه كل ساعة تقريبا - يزداد الوضع سوءا في السودان, وأكد بأن واحدا من كل خمسة أشخاص صار نازحا داخليا, وأن أكثر من نصف هؤلاء من الأطفال.
وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى الجوع الذي وصل إلى مستويات كارثية, حيث يعيش جميع النازحين تقريبا في جميع أنحاء السودان أي نحو 97 بالمئة منهم, في مناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ.
وأكد أنّه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة, من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 25،6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد مع انتشار الصراع واستنفاد آليات التكيف, وقال إن مزيج انعدام الأمن الغذائي والنزوح المستمر, من المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التنقل عبر الحدود, مضيفا أن 84 بالمائة من اللاجئين السودانيين في تشاد قالوا إن انعدام الأمن الغذائي كان السبب الرئيسي لتنقلهم.
وأشار إلى تأثير الفيضانات والأمطار الغزيرة التي تسبب المزيد من المعاناة للمجتمعات الضعيفة بالفعل بسبب الصراع المستمر, حيث تأثر أكثر من 73 ألف شخص في إحدى عشرة ولاية سودانية منذ جوان الماضي, لافتاً إلى أنّ القيود المفروضة على الوصول الإنساني, حدت بشدة من قدرة منظمات الإغاثة على توسيع نطاق عملها وإنقاذ الأرواح, وخاصة خلال موسم الأمطار الحالي.
وحذّر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان من غياب استجابة عالمية فورية وواسعة النطاق ومنسقة لمواجهة الأزمة في السودان, قائلا: إنه يتعين علينا معا أن نضمن ألا يفقد شعب السودان الأمل, وألا يقف وحيدا في أحلك ساعاته .. كفى..إن شعب السودان يستحق السلام".