تتواصل اللقاءات السينماتوغرافية التاسعة عشرة لبجاية، لليوم الثالث في سينماتيك عاصمة الحماديين، على وقع حضور بارز لثيمات متنوعة على غرار أحداث التاريخ والقضية الفلسطينية والدراما الاجتماعية.
ووسط مشاركة قرابة 40 فيلماً من الجزائر وخارجها في محفل يستمر إلى الأحد القادم، برز فيلم "ستة أقدام فوق الأرض" (96 دقيقة) للمخرج والسيناريست كريم بن صالح، ويروي القصة الحقيقية للطالب الشاب سفيان المقيم بليون (فرنسا) والذي يجد نفسه مضطرا للعثور على عمل لتجنب ترحيله إلى بلاده، قبل أن ينتهي به المطاف إلى العثور على عمل في شركة مختصة في تنظيم الجنازات ودفن الموتى وفقا للشعائر الإسلامية.
ويتضمن الفيلم مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالهجرة، والتي تترجم مخاوف وتطلعات ومفارقات الجالية الوطنية المقيمة في فرنسا، المتردّدة بين جهود الاندماج وحلمها الخفي بالعودة إلى الوطن أو على الأقل الحفاظ على ما تبقى لديها من تقاليد وتراث الأجداد غير المادي.
وتعرف دورة 2024، عرض "قرابة 40 فيلماً، من الجزائر وخارجها، بينها سبعة أفلام روائية طويلة، 13 فيلماً قصيراً، و5 أفلام وثائقية، وذلك من بين أكثر من 360 فيلماً ترشّح للمشاركة".
وسيشاهد جمهور المهرجان، تباعاً، عروض لأفلام روائية طويلة بينها "العربي بن مهيدي" لبشير درايس، "ماكان والو" لمرزاق علواش، "فرانز فانون" لعبد النور زحزاح، و"الطائرة الورقية" لكريم طرايدية.
وسيتم عرض فيلم "بوعلام زيد القدام" (1980) للمخرج الراحل موسى حداد بعد العثور على نسخة له بألمانيا وترميمها لتعرض "لأول مرة" أمام الجمهور.
هذه التظاهرة التي تنظمها الجمعية الثقافية "بروجكت هورت" بسينماتيك بجاية، ستعرف أيضاً عرض أفلام روائية قصيرة بينها "عبد القادر" لأومنية هنادر، "بعد الشمس" لريان مسيردي و"صوت الآخرين" لقاسي فاطيمة، وأفلام وثائقية على غرار "أنا أخرى" لوليد صحراوي.
هذا الحدث السينمائي سيعرف كذلك "عرض 11 فيلماً قصيراً حول معاناة الفلسطينيين جرّاء الجرائم الوحشية المرتكبة في قطاع غزة من طرف الصهاينة"، وذلك في إطار برنامج تضامني، حيث تعكس هذه الأفلام، الروائية منها والوثائقية، والمنجزة في 2024 من طرف مخرجين من مختلف الدول، الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين.
ومن بين هذه الأفلام "فلسطين آيلند" (فرنسا/ فلسطين)، "ولايزال قائماً" (بريطانيا)، "أمير المدينة" لأمينة كرامي (تونس)، و"وعد إيمان" (كندا).
وأشار عضو هيئة تنظيم التظاهرة، نصر الدين عصام، إلى أنّ المهرجان برمج ورشات تكوينية حول تقنيات كتابة الحوار في مجال السينما، وحول الإقتباس من النصوص الروائية وتحويلها للمجال السينمائي، وهذا بمشاركة فاعلين وهواة سينما، حيث سيتم عرض نماذج لتجارب اقتباس نصوص أدبية لأعمال سينمائية.
وأضاف عصام أنّه تمّ برمجة ندوتين، الأولى حول إشكالية إسترجاع الأرشيف السينمائي في ظل التحديات القانونية والسياسية والأخلاقية، والثانية حول السينما والمؤثرين والنقاد، وهذا بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين بالقطاع السينمائي، بالإضافة إلى تخصيص نشاطات خاصة للأطفال وكذا برنامج جواري لعرض بعض الأفلام المشاركة.
وتأسست اللقاءات السينماتوغرافية لبجاية في 2003 من طرف "بروجكت هورت"، وهذا بدعم من الجماعات المحلية وبعض المتعاملين الاقتصاديين المحليين، وهي بمثابة لقاء سينمائي غير تنافسي وفضاء للتبادل بين المنتجين وهواة ومهنيي السينما.