شهدت القاعة البيضاوية، بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، مساء اليوم الأربعاء، تقديم العرض الفني التاريخي "ملحمة روح الجزائر"، بتوقيع وإخراج أحمد رزاق، وبمشاركة نحو ألف شخص من الفنانين والتقنيين والإداريين. هذا العرض الملحمي استعرض محطات من تاريخ الجزائر، من العصور القديمة وصولاً إلى مرحلة ما بعد الاستقلال.
تم إنتاج الملحمة بمبادرة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، احتفاءً بالذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وحضرها عدد من الشخصيات الوطنية والوزارية والتاريخية، إلى جانب جمهور كبير أبدى تفاعلاً حياً مع العرض الذي أعاد إلى الأذهان صفحات مضيئة من الذاكرة الوطنية.
وفي تصريح له، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن "ثورة أول نوفمبر المجيدة، تمثل محطة مفصلية في تاريخ الجزائر، حيث تجسدت فيها تضحيات الجزائريين من أجل استعادة السيادة الوطنية".
وأضاف أن "ذكرى الثورة هي مناسبة وطنية توليها الدولة، برعاية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون اهتماماً خاصاً عبر إقرار العديد من القرارات التي تصون الذاكرة وتخلد قيم الكفاح الوطني".
وأوضح الوزير أن "العرض الملحمي أبرز القيمة السامية للشعب الجزائري ومكانته كنموذج مشرف على مستوى العالم، وذلك من خلال مشاهد فنية متقنة تعكس روح الكفاح والشجاعة التي تحلى بها الجزائريون عبر مختلف الأزمنة".
وتضمن العرض الذي دام أزيد من ساعتين، مشاهد مؤثرة من الثورة التحريرية ودور الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى إضاءات حول الدعم الذي قدمه أصدقاء الجزائر إبان ثورة أول نوفمبر.
كما ركز العرض على أبعاد الثورة الجزائرية عالميًا، خاصةً في العالم العربي، متناولاً أيضًا دور المقاومات الشعبية التي سبقت الحركة الوطنية ومهدت لانطلاقها.
وأطل الفنانون في أزياء مستوحاة من التراث الجزائري، وسط ديكور احترافي أضاءت فيه تقنية الإسقاط الضوئي أرجاء القاعة البيضاوية، ما أضفى على العرض بعداً بصرياً يعكس المعالم التاريخية والثورية للجزائر.
كما تخلل العرض مجموعة من الأناشيد والأغاني الوطنية والأشعار الثورية التي عبرت عن تضحيات الشعب الجزائري وصموده ضد المستعمر الفرنسي، واحتفت بروح الوطنية وعبرت عن الظروف الاجتماعية التي عاشها الجزائريون عبر مراحل تاريخية مختلفة، ما أضفى على العرض قالباً إبداعياً مميزاً من الفن والحوار.
وتجسد العرض بتقنيات متقدمة في التصوير والصوت والكوريغرافيا، ليقدم رؤية فنية رفيعة المستوى تُبرز الجانب الحضاري للجزائر وتترجم عبقريتها وتاريخها العريق.
كما شمل العرض أيضا، سرداً متسلسلاً لأهم الأحداث المؤسسة للأمة، بدءاً من التاريخ القديم والملاحم التي شهدتها الجزائر، مروراً بالفترة الإسلامية والعصر الحديث وفترة الاستعمار، وصولاً إلى الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية/حميد سعد الله