عندما تواجه تحديات عظيمة، تكون القرارات الجريئة هي السبيل الوحيد لتغيير المسار، هذا هو السبيل الذي اختاره السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ توليه منصبه، حيث جعل محاربة الفساد حجر الزاوية في مشروعه لبناء الجزائر الجديدة.
الحرب على الفساد التي أعلنها الرئيس لم تكن مجرد شعارات، بل كانت خطوات عملية غير مسبوقة طالت رموزًا من "العصابة" التي نهبت ثروات البلاد وعرقلت مسار التنمية. وبفضل إرادته السياسية، استعادت العدالة الجزائرية استقلاليتها لتصبح سيفًا مُسلّطًا على المفسدين، بعيدًا عن أي تأثيرات سياسية أو ضغوط خارجية.
الرئيس وفي كلمته بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2024-2025، أعاد التأكيد على التزامه ببناء قضاء مستقل يحمي أسس الحق والقانون، مشيرًا إلى أن "افتتاح السنة القضائية يشكل مناسبة نكرس فيها تقليدًا يعبر عن نبل رسالة القضاء ومكانة السلطة القضائية المستقلة". هذه الكلمات تعكس رؤيته الواضحة لبناء دولة تضع العدالة فوق كل اعتبار، فمكافحة الفساد هي بداية نهضة الأمم.
لكن الرئيس تبون لم يكتفِ بملاحقة الفاسدين، بل حرص على توفير حماية قانونية للمسيرين النزهاء. هذه الحماية، التي تضمن عدم معاقبة المسؤولين على أخطاء إدارية غير متعمدة، شكلت رسالة طمأنة للمسيرين من أجل العمل بحرية ودون خوف من الوقوع في فخ التعسف.
وكما هو الحال مع قادة صنعوا التغيير في بلدانهم، يضع الرئيس تبون الجزائر على مسار التنمية المستدامة، مستندًا إلى النزاهة والشفافية كقواعد أساسية لهذا البناء.
على الصعيد الدولي، لم يغفل الرئيس الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة، خصوصًا في دعمه الثابت للقضية الفلسطينية. فقبل عام، وفي افتتاح السنة القضائية 2023/2024، دعا أحرار العالم والمنظمات الحقوقية إلى رفع دعوى ضد الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، موجها نداء لكل شرفاء ونزهاء العالم لإغاثة الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة. واليوم، مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد قادة الاحتلال الصهيوني، تتجلى أهمية هذه الدعوة في تكريس العدالة الدولية ومحاسبة المجرمين.
كلمة الرئيس في افتتاح السنة القضائية تلخص فلسفته القيادية عندما يقول: "نحن نبني الجزائر مع الجميع بإرادة سياسية جامعة للجهود ومُحفزة على الانخراط والمساهمة في مسار التغيير والتقويم".
وتؤكد أنه لا يقود معركة إصلاحية فحسب، بل يعيد صياغة مفهوم القيادة في الجزائر المنتصرة.
ميلتيميديا الإذاعة الجزائرية – عمار شريتي