أكد الدكتور عبد الصمد ولد مبارك مدير مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى موريتانيا تعتبر حدثا جد هاما لإفريقيا له دلالات كبيرة نظرا لدور الجزائر المحوري في القارة وما تضطلع به كما أنه تجسيد للعلاقات المتينة بين موريتانيا والجزائر خاصة في ظل القيادة الحالية التي أبانت عن إرادة سياسية لتوطيد العلاقات بين البلدين.
وقال ولد مبارك في برنامج ضيف الدولية للقناة الإذاعية الدولية أن زيارة الرئيس تبون للمشاركة في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف تعتبر أول زيارة لرئيس جزائري لنواكشط منذ 37 سنة ، كما أنها تعبر عن عهد جديد للعلاقات بين البلدين جسدت خلالها على أرض الواقع عدة مشاريع كبرى كالطريق الرابط بين تندوف وموريتانيا وخلق منطقة حرة للتبادل التجاري بين البلدين ناهيك عن فتح مؤسسات مصرفية جزائرية في موريتانيا.
ويعتبر مدير مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية أن منافع تطور العلاقات بين الجزائر وموريتانيا له انعكاس على شعوب البلدين وغرب إفريقيا للجاذبية الكبيرة التي تملكها المنتجات الجزائرية في أسواق غرب القارة مضيفا أن هذا التكامل والجهود من شأنه الدفع باقتصاد القارة ككل.
وفي الشأن الأمني قال ولد مبارك أن هذا التقارب بين الجزائر الدولة المحورية التي تقود دول شمال إفريقيا وموريتانيا التي كانت مهندس منظومة الساحل الإفريقي من شأنه أن يخلق منظومة جديدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة كالإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية ومساعدة شعوب المنطقة على الأمن والإستقرار.
وأكد الدكتور أن التنسيق بين الجزائر و جهودها في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى رئاسة محمد ولد الشيخ الغزواني للإتحاد الإفريقي ستدفع لإنهاء احتلال الصحراء الغربية وستنصب في صالح دول القارة الإفريقية بعد رفضها كليا التواجد الفرنسي التقليدي في القارة خلافا للمغرب المتمسك بفرنسا ونهجها السابق كمحتل.