أجمع المشاركون من خبراء ومحللين في "حصة خاصة" للقناة الإذاعية الأولى هذا الأحد أن الحملة الشرسة التي تواجهها الجزائر اليوم تدخل ضمن أجندة لدول أجنبية بغية زعزعة استقرارها وتشويه صورتها خاصة وأنها تمر بنهضة غير مسبوقة مؤكدين أن هذه الدول لم تستسغ القوة الدبلوماسية للجزائر في المحافل الدولية فضلا عن أنها أصبحت قاطرة اقتصادية.
وقال المحلل السياسي محمد بن خروف "إن استهداف الجزائر بعدة مؤامرات دنيئة لضرب استقرارها راجع إلى مواقفها السياسية السيادية وقيمها الأخلاقية التي تستنبط منها الكثير من الدول المتشوقة للحرية والسيادة، وفرنسا لم تهضم بعد ما آلت إليه بلادنا اليوم ليظهر الآن لوبي فرنسي يحاول بشتى الطرق تفكيك الجزائر كسبيل وحيد لضرب وحدتها".
وأكد بن خروف أن الجزائر تمتلك سدا منيعا يصد كل هذه الهجمات هو وحدة التراب الجزائري وشعبه وجيشه غير القابلين للتقسيم وبه أصبحت الجزائر قوة استراتيجية لها دورها المحوري في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والوطن العربي.
من جهته قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة إن ما تواجهه الجزائر اليوم بسبب مواقفها الثابتة المدافعة عن حقوق الإنسان ومنعها لتغلغل الكيان الصهيوني في القارة الإفريقية مضيفا أن التفكير الإستعماري لا يزال يسيطر على فرنسا لكن على نظام باريس أن يتقبل التغيرات التي تحدث في العالم والأولى له مواجهة الثورة الداخلية التي يقوم بها المجتمع الفرنسي رفضا للسياسة المنتهجة.
أما الدكتور بوحنية قوي فقد أكد أنه هناك من يؤرقه الحالة التي تعيشها الجزائر من استقرار وحركة دبلوماسية غير مسبوقة مع تشبيك العلاقات مع الدول الصديقة وكذا التلاحم الموجود بين الشعب الجزائري وجيشه -المؤسسة المنتظمة ذات عقيدة ولاؤها الوحيد للوطن- في ظل التفتت الذي يعيشه الكثير من الدول.
وعاد البروفيسور بوحنية قوي لكشف مصالح الأمن الجزائري لخيوط مؤامرة فرنسية حاولت فيها تجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر لتحقيق أهدافها مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها فرنسا إيجاد منفذ لعلمها يقينا أن الجزائر دولة محورية استراتيجية لها تأثير في صناعة القرار بالإتحاد الإفريقي ودوليا كذلك مشيدا بقوة مصالح الأمن والباع الطويل للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.