القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي : "تعزيز قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة" في جدول الأعمال

تعزيز قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة"
14/02/2025 - 15:33

تركز القمة ال38 للاتحاد الأفريقي, المقرر انعقادها يومي 15 و16 فبراير الجاري, في أديس أبابا, على "تعزيز قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة", وهي خطوة ملموسة نحو تصحيح الأخطاء التاريخية وتعزيز التعافي لدى شعوب القارة والأشخاص ذوي الأصول الأفريقية.

وقد تم اختيار "العدالة للأفارقة والأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي من خلال التعويضات" كموضوع للقمة ال38 من طرف رؤساء الدول والحكومات في الدورة العادية ال37 لجمعية الاتحاد الأفريقي, التي عقدت في فبراير 2023 في أديس أبابا.

ويهدف الموضوع الذي تم انتقاؤه إلى المساهمة في جمع المواطنين الأفارقة والشتات الأفريقي لبناء جبهة مشتركة وموحدة من أجل قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة عن الجرائم التاريخية والفظائع الجماعية المرتكبة ضد الأفارقة والأشخاص ذوي الأصول الأفريقية, بما في ذلك الاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية. ويتضمن ذلك بلورة موقف افريقي مشترك بشأن التعويضات والتعافي, فضلا عن إنشاء برنامج عمل للاتحاد الأفريقي.

وسيركز المشاركون في القمة على مجموعة من المبادرات الرامية إلى معالجة الظلم التاريخي الناجم عن الاستعمار والعبودية والتمييز المنهجي, بما في ذلك الاعتراف التاريخي والتعويضات المالية وإعادة الأراضي والحفاظ على الثقافة والإصلاح السياسي والمسؤولية الدولية وتمكين المجتمع.

وفي الأثناء, ينتظر من القادة الأفارقة التأكيد على ضرورة الاعتراف بتأثيرات الاستعمار والعبودية على المجتمعات الأفريقية وتوثيقها, ويشمل ذلك إجراء البحوث والاعتراف العام بالظلم الذي عانت منه الشعوب الأفريقية على مر القرون.

وفيما يتعلق بالتعويضات المالية, فإن المقترحات المقدمة حتى الآن غالبا ما تتضمن دفع تعويضات للدول والمجتمعات الأفريقية المتضررة من الاستغلال الاستعماري. وقد يشمل ذلك أيضا الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية لدعم التنمية الاقتصادية.

وفي إطار السعي إلى تحقيق العدالة والإنصاف بسبب أخطاء الماضي, سيعالج المشاركون قضايا ملكية الأراضي واستعادتها, وخاصة في البلدان التي صودرت فيها أراضي الشعوب الأصلية, وقد يتضمن ذلك إعادة الأراضي أو تعويض المجتمعات عن الأراضي المفقودة.

كما سيتم التركيز على الجهود الرامية إلى استعادة وتعزيز التراث الثقافي الأفريقي الذي تعرض للقمع أو التدمير خلال الفترة الاستعمارية. ويشمل ذلك تمويل المؤسسات الثقافية والبرامج التعليمية و استعادة الممتلكات الثقافية.

وعلى صعيد الإصلاح السياسي, ينتظر من القادة الأفارقة الدعوة إلى تغيير السياسات التي تديم عدم المساواة والتمييز, من خلال الإصلاحات في التعليم والصحة والسياسات الاقتصادية التي تؤثر على المجتمعات الأفريقية.

وخلال مناقشات معمقة سابقة بشأن الأبعاد المتعددة للتعويضات, تم التركيز بشكل خاص على قضية المسؤولية الدولية.

وفي الواقع, أثيرت مسألة إشراك الهيئات الدولية في محاسبة القوى الاستعمارية السابقة على أفعالها, من أجل تعزيز الشعور بالمسؤولية العالمية, وقد يترجم ذلك عبر ضغوط دبلوماسية أو إجراءات قانونية أمام المحاكم الدولية.

إن دعم الحركات الشعبية وتمكين المجتمعات المحلية من قيادة مبادراتها الخاصة المتعلقة بالعدالة الإصلاحية هو أحد السبل التي تمت مناقشتها بالفعل لمعالجة جراح الماضي. ويتعلق الأمر أيضا بالحفاظ على الزخم والنقاش بشأن العدالة الإصلاحية, من خلال الحملات والمنتديات العامة لرفع مستوى الوعي ودعم القضية.

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios