تحل الذكرى التاسعة والأربعون ليوم الأرض هذا العام في مشهدٍ يختصر العقود الطويلة من القمع والاضطهاد الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، حيث يتواصل العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية في حملة إبادة جماعية غير مسبوقة، في ظل صمت دولي مخزٍ.
يوم الأرض، الذي بدأ شرارته في الـ30 مارس 1976، لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة مفصلية في نضال الفلسطينيين ضد محاولات الاحتلال لمصادرة الأرض وسلب الهوية. آنذاك، حيث خرجت الجماهير في الداخل الفلسطيني المحتل ضد سياسات التهجير، فواجهتهم القوات الصهيونية بالرصاص، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين، وفتح جرحًا لم يندمل حتى اليوم.
واليوم، بعد قرابة نصف قرن، يعيد الاحتلال تكرار المشهد ولكن بدموية أشد، حيث تُستباح غزة تحت القصف العنيف، ويمعن الاحتلال في تجريف الأراضي واقتلاع الفلسطينيين من جذورهم. ورغم كل ذلك، يبقى الفلسطينيون صامدون، يقاومون بكل الوسائل الممكنة، مؤكدين أن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لن تكون إلا لهم.
إن ما تشهده فلسطين اليوم يؤكد أن الاحتلال لم يغير استراتيجيته القائمة على التهجير والاستيطان والقتل، لكنه بالمقابل يواجه شعبًا يزداد تمسكًا بأرضه، حتى في أحلك الظروف. فرسالة يوم الأرض تتجدد مع كل شهيد، وكل منزل يُهدم، وكل شجرة تُقتلع، لتقول للعالم: "نحن هنا، على هذه الأرض التي لن نفرط بها مهما بلغت التضحيات".
في هذه الذكرى، يقف الفلسطينيون موحدين، حاملين رسالة واضحة: الأرض ليست مجرد جغرافيا، بل هوية وانتماء وحق غير قابل للتفاوض. ومع استمرار العدوان، يبقى يوم الأرض شاهدًا على ظلم الاحتلال، ودليلًا على أن جذور الفلسطينيين أعمق من أن تُقتلع، مهما حاول الاحتلال فرض معادلاته بالقوة.
إن يوم الأرض ليس مجرد ذكرى، بل معركة مستمرة ضد الطمس والاقتلاع، وسيظل الفلسطينيون يرفعون راية الصمود، حتى تتحقق العدالة، ويعود الحق لأصحابه.
ميلتيميديا الإذاعة الجزائرية - إسلام بلقيروس فيسة