أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أن الجزائر القوية المنتصرة بحاجة إلى أذرع دعم وإسناد، وفي مقدّمتها الإعلام، الذي يُعدّ ركيزة أساسية لتعزيز الإستقرار والوحدة الوطنية، ومواجهة التحديات الجيوسياسية في محيط دولي معقد. وأضاف الوزير أن الجبهة الإعلامية لا تُختزل في حزب أو جمعية، بل هي بمثابة عائلة يتقاسم أفرادها القيم، والالتزام الصادق تجاه الوطن، وهو ما يجعلها امتدادًا فعليًا للجبهة الداخلية للمجتمع الجزائري.
وخلال لقاء خاص عبر أثير إذاعة وهران، قال الوزير إن تنظيم اللقاءات الجهوية حول الإعلام والاتصال يندرج ضمن مقاربة جديدة، تستهدف تكريس ممارسة صحفية احترافية، قائمة على حرية التعبير، والتواصل المؤسساتي الفعّال، وفق منظومة قانونية تؤطر المهنة وتحفظ أخلاقياتها، في احترام تام للمصلحة العليا للوطن.
وأوضح أن اختيار وهران لإطلاق هذه الورشات لم يكن صدفة، بل بالنظر لما تزخر به الولاية من مؤهلات إعلامية وعلمية، تسمح لها بلعب دور ريادي في هذا الحراك الوطني مؤكدا أن وهران هي أولى محطات هذا المسار، على أن تتبعها لقاءات في قسنطينة وورقلة، لتُختتم بالعاصمة يوم 28 أفريل الجاري، تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى أن الوزارة قامت بمراجعة الإطار القانوني المنظم لقطاع الإعلام، ضمن عمل جبار يهدف إلى إرساء ترسانة قانونية متكاملة تُؤطر الممارسة الإعلامية وتُحصّنها. كما كشف عن وجود مشاريع مراسيم تنفيذية، من بينها مرسوم يُحدّد حقوق وواجبات الصحفي، سيتم العمل على تجسيده ميدانيًا في المستقبل القريب.
وأكد محمد مزيان أن وزارة الإتصال عملت، بالتنسيق مع عدد من المؤسسات، على وضع تدابير عملية لدعم وتقوية المؤسسات الإعلامية الوطنية. كما أولت عناية خاصة للتكوين، من خلال تنظيم العديد من الدورات، لاسيما في مجال الرقمنة.
ولدى تطرقه للرهانات الخارجية، قال الوزير إن العالم اليوم يشهد سباقًا إعلاميًا حادًا، تحوّلت فيه الكثير من الوسائل إلى أدوات دعائية لخدمة أجندات مشبوهة، مستشهدا بحملات إعلام اليمين المتطرف الذي "حاول لعدة شهور تشويه صورة الجزائر"، قبل أن يرد عليه الإعلام الوطني بـ"مستوى عالٍ من الاحترافية والمسؤولية".
وفي هذا الإطار، شدد مزيان على أن الصحافة الجزائرية "لا تزال تستمد مآثرها من بيان أول نوفمبر"، مبرزا تمسكها الدائم بالحق والحقيقة، ووقوفها الدائم دفاعًا عن الوطن ووحدته، واصطفافها الثابت إلى جانب القضايا العادلة في العالم.
ودعا الوزير كل المؤسسات الإعلامية إلى تبني خطوط تحريرية تعكس شخصيتها وقيمها المؤسسية والوطنية، مشيدًا بما لمسه من التزام ومهنية داخل مختلف الهيئات الإعلامية، ومؤكدًا أن الإعلام الوطني اليوم مدعو أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدوره الكامل كشريك فعّال في مسار بناء الجزائر الجديدة.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية-إسلام بلقيروس فيسة