انتفاضة ريغة: الحدث الهام الذي كذّب ادعاءات فرنسا

انتفاضة ريغة
25/04/2025 - 11:46

يستذكر الجزائريون هذا السبت ، انتفاضة ريغة التي وقعت في السادس والعشرين أفريل 1901 بعين التركي (شمال شرق عين الدفلى).

وتعتبر هذه الانتفاضة، حدثاً هاماً كذّب صحة ادعاءات فرنسا قبل 124 سنة.

وفي حديث نشرته وكالة الأنباء الجزائرية لأحمد بن يغزر، أستاذ التاريخ بجامعة "الجيلالي بونعامة" لخميس مليانة، جرى كشف عدّة حقائق.

وأفاد بن يغزر أنّ الانتفاضة سُميت أيضاً "انتفاضة مارغريت"، وهو الاسم الذي أطلق على منطقة عين التركي خلال الفترة الاستعمارية.

وأبرز أنّ الانتفاضة "جاءت لتكذّب ادعاءات فرنسا التي كانت تزعم بأنّ المقاومة الشعبية ضد الوجود الاستعماري في الجزائر انتهت".

وأتى ذلك خاصةً بعدما اعتقدت فرنسا أنها قضت على مقاومة المقراني في 1871 وانتفاضة أولاد سيدي الشيخ وبوعمامة.

وجاءت انتفاضة ريغة "دليلاً حياً" على استمرار مقاومة الشعب ضد الاحتلال الفرنسي.

وذكر بن يغزر أنّ فرنسا روّجت في تلك الفترة، كانت تروج أنّ الانتفاضات الشعبية ضد وجودها في الجزائر قد "انتهت".

وظلّت تزعم أنّ "الأمن قد استتب لفرنسا بشكل نهائي في الجزائر".

وأفاد الأستاذ المذكور أنّ انتفاضة ريغة كانت المنطلق لعديد الانتفاضات، على غرار انتفاضة عين بسام في البويرة سنة 1906.

وأعقبتها أيضاً انتفاضة الأوراس في 1916، لتتوالى التطورات السياسية التي أدّت إلى انفجار الثورة المجيدة في الفاتح نوفمبر 1954.

وأشار بن يغزر إلى أنّ الانتفاضة كانت "ضد المستوطنين الذين أعطاهم القانون الصادر سنة 1900 بعض الحقوق".

وثارت انتفاضة ريغة ضدّ استيلاء المستوطنين على الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة وطرد الجزائريين أو اضطرارهم إلى بيعها بأثمان بخسة وزهيدة.

وذكرت مصادر تاريخية أنّ مخطّطي الانتفاضة هم: الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد، الحاج بن عيشة، الثعالبي والشيخ المجدوب.

وكان الأربعة من أتباع الطريقة الرحمانية.

واتفقوا على اللقاء بعد صلاة الجمعة في السادس والعشرين أفريل 1901 بساحة سيدي بوزار والتوجه نحو قرية عين التركي.

ورغم محدودية الانتفاضة في الزمان و المكان، قال بن يغزر إنه "كان لها صدى كبيراً في تلك المرحلة".

وكان لها صدى حتى على البرلمان الفرنسي الذي عقد عدة جلسات لمناقشة ما وقع في 1901".

وبخصوص ردّة فعل الإدارة الاستعمارية، كان القمع هو اللغة الوحيدة التي يتقنها المستعمر تجاه الشعب الجزائري.

واستشهد بعض المقاومين، بينما اعتقل ما يقارب المئتي شخص وتمّ نقل ما يقارب 130 منهم إلى البليدة لمحاكمتهم.

وجرى تحويلهم لاحقاً إلى سجن "بربروس" (سركاجي)، ثم حوكموا بفرنسا.

وتمت بعد ذلك، ادانة المشاركين في انتفاضة ريغة بتاريخ الحادي عشر ديسمبر 1902 بمدينة مونبلييه الفرنسية.

وصدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد والنفي إلى معتقل "كايان" الموجود بمدينة "غويانا" الواقعة بأمريكا الجنوبية.

وهناك وسط ظروف جهنمية، فاضت أنفاس الشيخ محمد يعقوب بن الحاج أحمد وعدّة مقاومين آخرين عام 1905.