عملية "الكومندوس" 1957 بمعسكر: ملحمة بطولية بارزة

Mascara : Chaque moudjahid
12/07/2025 - 15:11

تعدّ عملية "الكومندوس" التي وقعت بمدينة معسكر في جويلية 1957، من أهم الملاحم البطولية لمجاهدي جيش التحرير الوطني.

وشهدت العملية تكبّد الفرنسيين خسائر كبيرة، وأبان فيها المجاهدون عن مدى شجاعتهم وقدرتهم على نقل الثورة من الجبال إلى المدن.

وفي شهادة موثقة لدى مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية معسكر، أبرز المجاهد دحو زنتيسي، استراتيجية المجاهدين.

وقال: "الهجوم تمّ التخطيط له من طرف قائد كتيبة جيش التحرير الوطني المتمركزة بجبال بني شقران، الشهيد محمود لكحل".

وتقرّر مباغتة قوات شرطة الاحتلال الفرنسي في قلب مدينة معسكر في صيف سنة 1957.

وقامت الكتيبة المذكورة بتنفيذ الهجوم الفدائي، تحت قيادة الشهيد محمود لكحل.

وضمّت المجاهدين: نصر الدين وتموري، محمد بوريال، محمد فريمهدي، الهاشمي ولد القروي، مختار بوفادن، عبد المجيب مختار وغيرهم.

وشملت خطة الهجوم مباغتة قوات الشرطة الاستعمارية الفرنسية عبر مواقع مختلفة من مدينة معسكر.

وشملت حي بابا علي القديم ووسط المدينة ودار الشرطة وأماكن حراسة أعوان الشرطة الفرنسية.

وكانت البداية عند إعلان قائد الكتيبة إطلاق النار على رجال شرطة الاحتلال،  الذي وقع الكثير منهم ما بين قتلى وجرحى.

وتسببت العملية في ارتباك كبير وسط العدو الذي سيطر عليه المجاهدون داخل المدينة لقرابة الساعتين.

وقام المستعمر بالاستعانة بمعدات حربية ثقيلة منها دبابات ومصفحات، مما أسفر عن استشهاد نائب قائد الكتيبة نصر الدين داخل المدينة.

وشهد الهجوم الفدائي، اصابة المجاهد محمد بولريال، إلى جانب اعتقال عدد من مواطني المدينة، بداعي مساعدتهم أعضاء الكتيبة.

وما ميّز هذا الهجوم البطولي هو مؤازرة سكان معسكر للمجاهدين، حيث ساعدوهم على مغادرة المدينة وسط زغاريد النساء وهتافات الرجال.

حنكة

بحسب المجاهد دحو زنتيسي، جرى اختيار المجاهدين الذين نفذوا هذا الهجوم بالنظر لمعرفتهم لمسالك أحياء مدينة معسكر.

وتمّ التركيز على حي بابا علي العتيق، ما جعل الهجوم عملاً عسكرياً متميّزاً بقيادة الشهيد محمود لكحل.

وأفاد لحسن جاكر أستاذ تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة معسكر، أنّ الهجوم الفدائي بمدينة معسكر عكس الحنكة العسكرية للمجاهدين.

وأشار جاكر إلى دراسة كتيبة الشهيد لكحل، بدقة مخارج ومداخل مدينة معسكر، فضلاً عن أماكن تمركز قوات شرطة الاحتلال الفرنسي.

ما تقدّم، أفضى إلى نجاح هذا الهجوم البطولي وتسبّب في خسائر معتبرة لفرنسا جيشاً وشرطة وقواتاً خاصة.

وذكر جاكر أنّ صحافة الاحتلال الفرنسي سلّطت الضوء على هذا الهجوم الفدائي الذي أظهر شجاعة وبسالة كبيرتين لمجاهدي جيش التحرير.

وساهم الهجوم الفدائي في نقل الثورة من الجبال إلى المدن.

ودعا جاكر إلى توثيق مثل هذه العمليات الفدائية عن طريق انجاز أعمال وثائقية مرفقة بشهادات حية لمجاهدين عايشوا الحدث.

وحثّ على انجاز أعمال بحثية علمية من طرف طلبة جامعيين وباحثين.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية