أكدت السيدة ياسف فريدة ،إطار بالمحافظة السامية للأمازيغية أن الإحتفاء بالذكرى ال 30 لتأسيس المحافظة يعد فرصة سانحة لإستذكار السياق التاريخي لميلاد هذه الهيئة ومحطة بارزة للتقييم وتجديد الالتزام بترقية الأمازيغية والإعتزاز بما تحقق في مجال حضورها ضمن مكونات الهوية الوطنية ، وفرصة لتثمين الأمازيغية ضمن رؤية شاملة تعزز التماسك المجتمعي وذلك بما ينسجم مع الديناميكيات الثقافية والمؤسساتية و التحولات التي تعرفها البلاد .
وقالت السيدة ياسف في تصريحات،هذا الثلاثاء ، لبرنامج" ضيف الصباح " للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن تدريس الأمازيغية في المدرسة الجزائرية -والذي كان حلما راود مختلف الأجيال المتعاقبة من مناضلي الهوية الأمازيغية- صار اليوم حقيقة مجسدة في المنظومة التربوية، بحيث قفز العدد من 16 ولاية في سنة 2015 إلى 52 ولاية في سنة 2025 من أصل 58.
وأضافت قائلة ،"هناك ارتياح كبير لما تم إنجازه في مجال تدريس الأمازيغية باعتبارها مادة أساسية يمتحن فيها التلميذ مثل بقية المواد و نسجل باستمرار وبكل اعتزاز تزايد أعداد التلاميذ مع كل دخول مدرسي على التعلم بالامازيغية، وذلك بالموازاة مع تخرج دفعات جديدة للأساتذة المتخرجين من المعاهد في مادة اللغة والثقافة الأمازيغية ."
واستطردت،"دأبت المحافظة السامية للأمازيغية على تنظيم دورات تكوينية بصفة دورية لفائدة الأساتذة المتخرجين والذين بفتقرون إلى الخبرة في التدريس ،بما فيها دورات لسلك المفتشين التربويين بالامازيغية وذلك مع فتح المزيد من الأقسام والمعاهد الخاصة بتدريس هذه اللغة ."
توسيع الحضور في منظومة الإعلام الوطني
وإلى جانب قطاع التربية ،أشارت ضيفة الإذاعة إلى أن استراتيجية المحافظة انصبت على مدار العقود الثلاثة الأخيرة على تكريس،"حضور الأمازيغية في منظومة الإعلام الوطني، وكانت البداية بإمضاء اتفاقية شراكة مع وزارة الإتصال سنة 2015 ، وبموجبها قامت وكالة الأنباء الجزائرية بإنشاء موقع اخباري لفائدة المحافظة السامية للأمازيغية بالحروف الثلاثة: العربية ،الأمازيغية والفرنسية."
وتابعت،"ضمن هذا المسعى ،قمنا في الأيام الأخيرة بتفعيل الاتفاقية المبرمة مع وزارة الإتصال وتقضي بتفعيل اللجنة المشتركة بوصفها أداة تنسيقية مركزية لتكريس وتوسيع استعمال اللغة الأمازيغية في المنابر الإعلامية، و يأتي ذلك بالتزامن مع وصول عدد المحطات الإذاعية ،التابعة لشبكة الإذاعة الجزائرية، التي تبث بمختلف المتغيرات اللسانية الى 28 محطة وهذا مدعاة للإعتزاز والفخر بمستوى التعاون والتجاوب مع مختلف الشركاء في قطاع الإتصال ."
الرقمنة للترويج للهوية الأمازيغية
وفي سياق متصل ،أعلنت السيدة ياسف عن سعي المحافظة لمواكبة التحولات التكنولوجية وكللت هذه الجهود بإطلاق "المكتبة الرقمية "بمناسبة الصالون الدولي للكتاب في أواخر السنة الماضية وتمكن هذه المكتبة الرقمية الزوار من الإطلاع على،"مختلف الكتب والمنشورات والقواميس التي أصدرتها المحافظة منذ إنشائها" .
وأضافت ، "تم استحداث وتأسيس جائزة رئيس الجمهورية السنوية سنة 2022، بمقتضى مرسوم رئاسي وقعه رئيس الجمهورية، وهي مسابقة مفتوحة لكل المبدعين في مجال الأدب والثقافة والبحث العلمي،بما فيها الشباب أقل من 20 سنة ."
نقاش أكاديمي حول ترقية الأمازيغية
بالموازاة مع ذلك ،أعلنت السيدة ياسف فريدة عن تنظيم لقاء وطني علمي بدء من هذا الثلاثاء، وعلى مدى يومين ،بعنوان :"ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر: السياق، المفاهيم والآثار السوسيو-معرفية والمؤسساتية."، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس ،وذلك بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية.
وأردفت ،"اللقاء يمثل مناسبة أكاديمية لمقاربة قضايا الهوية الوطنية من زوايا متعددة، ويشمل برنامج الندوة تسع محاضرات علمية وثلاث ورشات تفاعلية موزعة على يومين. و بمشاركة أكاديميين وجامعيين و ممثلين عن عديد القطاعات الوزارية ."