تستعد الكتل البرلمانية الاسبانية المختلفة في مجلس النواب هذا الاثنين، لتقديم طلب مثول رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، لتقديم توضيحات حول التغيير الذي عبر عنه في موقف الحكومة فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، حسب الصحافة المحلية.
ويتعلق الامر بالكتل البرلمانية "بيلدو" و ERC و CUP و BNG و PNV و Junts و Pdecat و "ماس باييس" و Compromis و"الكناري الجديدة" و "تحالف الكناري" حيث تطالب سانشيز بتفسير موقفه بعد الانتقال من موقف الحياد الذي حافظت عليه إسبانيا لعقود من الزمن فيما يتعلق بالصحراء الغربية إلى دعم الاقتراح الذي قدمه المغرب سنة 2007 حول ما يسميه "الحكم الذاتي".
و أكد وزير الدولة لخطة 2030، إنريكي سانتياغو، أن "الحكومة لا يمكنها دعم أي إجراء مخالف لما تقرره الأمم المتحدة بشأن عملية إنهاء استعمار الصحراء الغربية." ودافعت زعيمة "معا نستطيع"، جيسيكا ألبياش، والمتحدثة باسم ERC، مارتا فيلالتا، عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، بينما حذر المرشح لرئاسة حزب الشعب، ألبرتو نونيز فيجو، من "أضرار" هذا "الانحراف" من جانب الحكومة.
وطالب "تحالف الكناري" في بيان له بضرورة أن يوضح سانشيز في أقرب وقت ممكن سبب تحوله من المطالبة "بحل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، في إطار الأمم المتحدة" إلى قبول خطة ما يسمى "الحكم الذاتي" التي تدافع عنها المملكة المغربية.
واعتبر التحالف أن الرئيس أدار ظهره لجميع القوى السياسية في مسألة حساسة اثر إرسال خطاب إلى ملك المغرب يتعارض مع ما دافعت عنه السلطة التنفيذية، مضيفا : "نحن لا نفهم كيف تقول الحكومة شيئا في العلن وتدافع عن العكس في رسالة لم نتخذ علما بها الا من خلال تسريب من البيت الملكي"، وهو الامر الذي اعتبره التحالف "قضية خطيرة للغاية لدرجة تستدعي الاسراع في مساءلة الرئيس عنها".
وبالنسبة لتكتل "ماس باييس"، سيسأل النائبان اينيغو أريخون و اينيس سابانيسن عن دوافع الحكومة للتخلي عن قرارات الامم المتحدة و أسباب هذا التحول في السياسة الخارجية، متسائلين عن الضمانات التي ستقدمها السلطات الاسبانية لحماية الشعب الصحراوي.
وحسب الكتل الاسبانية، فقد دافعت مدريد في جميع الأوقات عن الحاجة إلى "حل سياسي مقبول لطرفي النزاع أي بالنسبة للمغرب وجبهة البوليساريو وذلك في إطار المعايير التي حددتها الأمم المتحدة"، مبرزة انه بهذا المعنى فقد "دعمت جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، للتوصل إلى اتفاق"، متسائلة عن سر هذا التغير المفاجئ.
ويرى ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله عرابي، أن سانشيز "استسلم للضغط والابتزاز" من المغرب بهدف استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية المتضررة بين البلدين، مضيفا أن "الحكومة الإسبانية تحاول باستمرار إرضاء المغرب منذ سنوات، و تلعب بنوع من الغموض في ملف الصحراء الغربية"، لافتا الى أن "اعتراف إسبانيا الآن بالخطة المغربية، يسلط الضوء على نفاق الحكومة عندما تتحدث عن الدفاع عن الشرعية الدولية".