البزّان: زي تقليدي عميق في برج باجي مختار

البزّان
28/06/2025 - 19:01

يعدّ "البزّان'' زيا تقليديا عميقاً يعبّر عن ارتبا أبناء برج باجي مختار بالهوية الثقافية الأصيلة.

ويحظى "البزّان" الذي يتميز به الرجل التارقي في جنوب الجزائر، بمكانة مرموقة يتوارثها الإنسان الجنوبي منذ قرون.

ويتخذ هذا اللباس شكل عباءة فضفاضة خفيفة تصنع من أقمشة ناعمة مثل "القيزنير" أو "القانيليا".

وغالباً ما تُستورد هذه الأقمشة من دول الساحل الإفريقي المجاورة.

ويغلب على "البزّان" اللونين الأزرق النيلي أو الأبيض.

ويرافقه لثام طويل يعرف محليا بـ "التاجلمست"، يلفّ حول الرأس والوجه تاركاً العينين فقط ظاهرتين.

وارتبط "البزّان" تاريخياً بروح الفخر والاعتزاز بالتراث والعادات والتقاليد.

ويمنح مرتديه راحة وقدرة على التكيف مع المناخ الصحراوي القاسي، لا سيما خلال الترحال والتجارة عبر الصحراء الكبرى.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الباحث في التراث، محمد الأمين عقباوي، أنّ "البزّان" هو جزء من منظومة ثقافية كاملة.

ويعدّ "البزّان" اللباس التقليدي للتارقي في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية يرتديه كبار السن وأعيان القبائل ويمثل رمزاً للوقار والحكمة.

وعرف هذا الزي التقليدي تطوراً طفيفاً من حيث التصميم.

وظهرت نماذج مطرزة بخيوط فضية ناعمة ومزينة بزخارف أمازيغية دون أن يفقد "البزّان" شكله وخصائصه التقليدية.

من جهتهم، صرح حرفيون محليون مختصون في حياكة الألبسة التقليدية أنّ "البزّان" يفصّل يدوياً باحترافية عالية ووفق مقاسات مختلفة.

وتستغرق خياطته أحياناً من يومين إلى ثلاثة أيام، وتُستخدم في صباغته ألوان طبيعية مقاومة للعوامل المناخية والغسل المتكرر.  

تحديات الحرفيين

يُجمع الحرفيون على أنّ حياكة "البزّان" تواجه عدة تحديات، أبرزها نقص اليد العاملة المتخصصة، وقلة المواد الأولية ذات الجودة العالية.

ويؤكدون أنّ خياطة "البزان" تتطلب دقة كبيرة.

وتقول مسعودة رئيسة جمعية محلية للحرف اليدوية، أنّ الجمعيات الثقافية المحلية تعمل على ربط الأجيال الجديدة بهذا الزي التقليدي العريق.

ويتمّ الترويج عبر تنظيم عروض أزياء تقليدية ومسابقات في الخياطة.

وأبرزت المتحدثة أهمية إدماج "البزّان" في الفعاليات الوطنية والدولية والسعي إلى تسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وهذا لما يحمله من رمزية ضمن التراث الثقافي الوطني.

وتحوّل "البزّان" في السنوات الأخيرة من مجرد زي تقليدي إلى عنصر موضة شبابية بامتياز.

وتأتى ذلك بفضل تنوع التصميمات والترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي كرمز ثقافي وجمالي يعكس خصوصية الجنوب الجزائري.

ويؤكد المهتمون بالحرف التقليدية أنّ هذا الزي لم يعد محصوراً في التراث، بل أصبح تجسيداً للأصالة والأناقة في آن واحد.

وهو ما جعله يحظى بشعبية متزايدة،  خاصة في أوساط الشباب.

ويظل "البزّان" بخصوصيته وشكله الجمالي، رمزاً حياً لثقافة سكان المناطق الجنوبية للبلاد في التكيف مع البيئة.

ويُحيل "البزّان" أيضاً إلى التمسك بالأصالة المتوارثة جيلاً بعد جيل.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
وأج