علّق الباحث المختص في الشؤون الاستراتيجية، رشيد علوش، على التصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون للموقع الإخباري الإسباني " Otralectura"،واصفاً إياها بأنها "شهادة قوية وصادقة" تسلط الضوء على واقع قضية الصحراء الغربية، وتعيد تأكيد طبيعتها كقضية تصفية استعمار وأن محاولات التحريف والتضليل التي يقوم بها نظام المخزن لن تنجح في الحيلولة دون ممارسة الشعب الصحراوي حقه المشروع في تقرير المصير.
وأوضح علوش في تصريحات ،هذا الإثنين ، لبرنامج " ضيف الصباح " للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية أن استمرار المظاهرات في المدن المحتلة دليل على تمسك الصحراويين بعدالة قضيتهم وهو ما يذهب إليه جون بولتون، الذي كان مساعدًا للمبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر،باعتباره يتحدث عن ملف الصحراء الغربية من موقع العارف والمطّلع عن كثب على تفاصيله.
وتابع قائلا ،"تصريحات بولتون تُعدُّ تذكيرًا صريحًا بالمظالم التي لحقت بالشعب الصحراوي، ورفضًا قويا لمحاولات طمس الحقائق التاريخية والقانونية وأعادت التأكيد على عدالة القضية الصحراوية، والتعريف بماهيتها كقضية شعب مسالم يريد انتزاع حقه في تقرير المصير، وهو ما تؤكده جميع المنظمات الأممية والإنسانية العاملة في مخيمات اللاجئين الصحراويين بضفة مؤقتة بمدينة تندوف. "
كما توقف الأستاذ علوش عند الإتهام الصريح الموجه للمغرب من قبل المستشار الأميركي السابق بأنه عرقل جهود الأمم المتحدة ومخطط الاستفتاء منذ تاريخ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة و بعثة الأمم المتحدة الخاصة بإجراء الإستفتاء المعروفة اختصارا ب"المينورسو"، وسعى جاهدا لمصادرة حق الشعب الصحراوي في السيادة على إقليم الصحراء الغربية والذي تبلغ مساحته نحو 266 ألف كيلومتر مربع.
و أشار الباحث إلى أن الظرف الدولي عقب حرب الخليج في سنة 1991 كان مواتيًا بحسب الدبلوماسي الأميركي السابق لتسوية النزاع عبر تنظيم استفتاء أممي، إلا أن تعنت المغرب أفشل فرص الحل.
رفض لمحاولات تشويه جبهة "البوليساريو"
في سياق متصل، أشاد علوش بموقف بولتون الحازم ضد المحاولات المتكررة من قبل المغرب للدفع نحو تغليط صناع القرار في عديد العواصم العالمية من خلال لوبيات ممولة من جهات معروفة تتقاسم مع المغرب نفس النزعة الاستعمارية -التوسعية بهدف تشويه كفاح الشعب الصحراوي وصولا إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية.
ووصفً علوش هذه التحركات والتصريحات ب"المسخرة السياسية"، واستدل بقول بولتون ،"البوليساريو لم تكن يومًا جماعة ماركسية أو إرهابية"،متسائلًا بازدراء،"منذ متى تتعامل الأمم المتحدة مع إرهابيين؟".
و اعتبرعلوش أن الرباط تسعى، من خلال حملات تضليل ومسارات دعائية تقودها لوبيات ضغط إلى تشويه صورة الجبهة، والترويج لمشروع "الحكم الذاتي"بوصفه بديلًا لتقرير المصير، وهو ما وصفه بـ"خرافات تضليلية" تتعارض مع القانون الدولي والقرارات الأممية.
النهب الاقتصادي والعقلية التوسعية
لم يغفل علوش الإشارة إلى الجوانب الاقتصادية للنزاع، مؤكدًا أن نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية مستمر، رغم أن قرارات محكمة العدل الأوروبية قد أقرت بعدم قانونية الاتفاقات التجارية مع المغرب، طالما لم يُستفت الشعب الصحراوي.
التطبيع ومسارات التضليل
وفي محور آخر، تطرق علوش إلى علاقة المغرب بالتطبيع، مؤكّدًا أن "نظام المخزن"، وبشهادة بولتون، كان منخرطًا في مسارات تطبيعية قبل العام 1975، نافيًا بذلك ادعاءاته بأنه أجبر على هذا المسار، مضيفا ،"من يملك المعلومات والحقائق لا يمكن تضليله" في إشارة إلى محاولات الرباط تبرير مواقفها.