الاحتلال المغربي يواصل مسلسل الابتزاز والمضايقات بحق النشطاء الصحراويين

قمع مسيرة لمدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان
09/07/2025 - 20:01

يواصل الاحتلال المغربي مسلسل الابتزاز والمضايقات بحق النشطاء الصحراويين انتقاما من عملهم في رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في الصحراء الغربية المحتلة، على غرار ما تعرض له الناشط الصحراوي، حسنة مولاي الداهي بادي، من ممارسات مشينة من قبل جهاز الأمن المغربي.

فقد تعرض حسنة مولاي بادي، أمين رابطة السجناء الصحراويين بالسجون المغربية، ليلة أمس الثلاثاء للتوقيف من قبل جهاز الدرك المغربي قرب مدينة طانطان (جنوب المغرب)، أين تعرض للابتزاز لدفع رشوة إلى دركي مغربي.

ونقل مصدر اعلامي صحراوي عن الناشط حسنة مولاي بادي قوله : "بعد رفضي دفع رشوة، أصر عناصر الدرك على تحرير مخالفة باطلة في حقي، رغم عدم وجود اي خرق من جهتي لما يسمى مدونة السير على الطرق".

يذكر أن الناشط الصحراوي يتعرض منذ فترة لعمليات انتقام من قبل السلطة القائمة بالإحتلال في الصحراء الغربية، على خلفية جهوده المبذولة على مستوى آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيصال معاناة الضحايا الصحراويين وبهدف حماية وتعزيز حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، الى جانب ابراز الوضعية المقلقة للمعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال، وضرورة التحرك العاجل من أجل إنقاذ حياتهم.

من جهة أخرى، أعلن اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين تضامنه المطلق واللامشروط مع الأسير المدني والإعلامي الصحراوي البشير محضار خدا، المعتقل منذ أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال المغربي بسبب نشاطه السياسي والإعلامي المدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وأفاد الاتحاد في بيان له، أوردته وكالة الانباء الصحراوية (واص) اليوم الاربعاء، بأن قضية الإعلامي البشير خدا "تعود مجددا إلى الواجهة ليس لأن الاحتلال المغربي بصدد التراجع عن ممارساته القمعية، وإنما بسبب تماديه في سياساته الرامية لاجتثاث العنصر الصحراوي وإخماد الأصوات الحرة، في ظل تصاعد خطير للانتهاكات الممنهجة داخل السجون وتسابق محموم بين إداراتها لتشديد إجراءات القمع والتنكيل بكل ما هو صحراوي".

وأوضح الاتحاد أنه يعي تماما حجم المأساة التي يكابدها الأسرى وعائلاتهم نتيجة استمرار إدارة السجون المغربية في سياسة حجبهم عن محيطهم الخارجي، ومنع الزيارات عنهم عبر تنقيلهم إلى سجون نائية بعيدة عن عائلاتهم، وحرمانهم من حق التواصل مع ذويهم، والزج بعدد منهم وسط معتقلي الحق العام المغاربة وتحريض هؤلاء عليهم، كما هو الحال بالنسبة للأسير البشير خدا بسجن "تيفلت 2"، شرق العاصمة الرباط.

وأكد أن "الأوضاع المزرية التي يعيشها الأسرى المدنيون الصحراويون ليست سوى انعكاسا طبيعيا للواقع القمعي الذي يعيشه الشعب الصحراوي ككل تحت احتلال يمعن في انتهاك أبسط حقوق الإنسان، ضمن مشروع استراتيجي يسعى لإسكات صوته"، مناشدا الأمم المتحدة، الإسراع في إرسال بعثات مختصة للتحقيق في الانتهاكات التي  يتعرض لها الأسرى الصحراويون، وعلى رأسهم حالة البشير خدا، ومساءلة دولة الاحتلال المغربي عن مجمل الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحقهم.

بدوره، أفاد اتحاد المحامين الصحراويين بأن ممارسات الاحتلال المغربي الممنهجة تعد امتدادا لسجل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي يمارسها ضد المدنيين الصحراويين، والتي تمثل اعتداء صارخا على ثوابت القانون الدولي وحقوق الانسان.

وقال الاتحاد في بيان له، أن هذه الممارسات القمعية ضد الطلبة الصحراويين بجامعة أغادير (جنوب المغرب)، "تكشف عن سياسة متواصلة لقمع الحريات الأكاديمية وتكميم الأفواه، في مسعى لإسكات كل الأصوات المنادية بالحق والداعمة لنضال الشعب الصحراوي".

وفي هذا السياق، شدد اتحاد المحامين الصحراويين على أن "إحالة الطلبة إلى ما يسمى بالمجالس التأديبية ليس سوى أداة لإرهابهم وكسر إرادتهم في التعبير الحر عن مواقفهم السياسية والحقوقية الداعمة لحملة المطالبة بالإفراج عن أسرى أكديم إزيك، وكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال
المغربي".

وأضاف أن هذه الانتهاكات تأتي امتدادا ل"سجل أسود من الخروقات الجسيمة" التي ظلت سلطات الاحتلال المغربي ترتكبها بحق المدنيين الصحراويين على مر العقود الماضية.

كما أكد الاتحاد أنه يقف إلى جانب الطلبة الصحراويين، مشددا على تحميل سلطات الاحتلال المغربي "كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الانتهاكات غير القانونية التي تستدعي الإدانة والمساءلة القانونية والأكاديمية".
 

المصدر
وأج
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios