احتفلت الجزائر اليوم السبت، باليوم العالمي المسمى "ساعة الأرض "، قصد المساهمة في نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة وعقلنة استهلاك الطاقة الكهربائية من خلال حركة رمزية تتمثل في إطفاء الأضواء لمدة ستين دقيقة على مستوى الساحات الكبرى في المدن.
وجرى الاحتفال الرئيسي بهذا اليوم، برياض الفتح بالجزائر العاصمة، بحضور وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بن عتو زيان وممثلة وزيرة البيئة، بوعلي مليكة الى جانب فاعلين في عدة مجالات.
و بهذه المناسبة التي تحييها جمعية "سيدرا"، بالتعاون مع الجمعية الوطنية لترقية وعقلنة استغلال الطاقة بالجزائر وشركة "شلوم برغر"، قال السيد زيان ان الجزائر على غرار كل بلدان العالم تحيي اليوم العالمي "ساعة الأرض" من خلال القيام بالحركة الرمزية المتمثلة في إطفاء الأضواء مدة ساعة كاملة قصد التحسيس بقيمة الطاقة الكهربائية التي تستهلك يوميا.
كما لفت إلى أن "إطفاء المصابيح لمدة ساعة لا يكفي وحده للحفاظ على البيئة و المساهمة في اقتصاد الطاقة و إنما يجب أن تكون هناك توعية يومية و بصفة مستدامة بهذا الشأن".
و في هذا الإطار، ثمن الوزير دور المجتمع المدني في هذه العملية على غرار ما تقوم به جمعية "سيدرا" الشبابية لتوصيل رسالة العمل من اجل تنمية مستدامة و الحفاظ على البيئة، من خلال إحياء اليوم العالمي" ساعة الأرض".
من جهتها، ذكرت ممثلة وزيرة البيئة، أن هذا الحدث العالمي الذي ظهر في 2007، يعد اكبر تظاهرة شعبية على مستوى العالم من اجل حماية البيئة و تعبئة لمحاربة التغير المناخي و المحافظة على الطبيعة، الذي يشارك فيه اكثر من 190 بلد من مختلف أنحاء العالم.
كما أكدت أن يوم "ساعة الأرض" يعود بالنفع على الطبيعة بشكل كبير، باعتباره "ذو اثر بالغ على القرارات العالمية و التغييرات التشريعية الرئيسية المتعلقة بالبيئة من خلال تسخير قوة الأفراد و إيصال صوتهم إلى جميع الجهات المختصة حول العالم".
و في هذا الإطار، أشارت المتحدثة إلى أن هذا اليوم يعد تحد جماعي لمنع الحاق الأضرار بالطبيعة، بحيث يتم خلاله تشجيع الأفراد و العائلات و الشركات على إطفاء الأضواء و الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة واحدة كحركة رمزية.
و بهذه المناسبة، أبرزت السيدة بوعلي جهود الجزائر للإيفاء بتعهداتها في إطار مساهمتها في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 7 بالمائة بحلول 2030 و كذا تعزيز روابط التعاون في مجال البيئة مع مختلف الفاعلين في المجال.
و في ذات السياق، ذكرت أن الجزائر قد صادقت على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي ترمي إلى تقليص انبعاثات الغاز و مكافحة الاحتباس الحراري بهدف المساهمة في تقليص ارتفاع الحرارة و هذا بالمشاركة في الديناميكية الدولية من اجل الانتقال الطاقوي و حماية المناخ لرفع القدرات الوطنية و تعزيز الحوكمة لدعم النصوص في اتفاقيتي باريس 2016 و كوبنهاجن، وفق "مخطط واقعي و ملموس لتحسين مساهمة الدولة للحد من هذه الانبعاثات بنسبة 45 بالمائة بحلول سنة 2050 ".
و في هذا الصدد، شددت على أهمية المخطط الوطني للمناخ و كذا المخططات المحلية للمناخ، إلى جانب المساهمة في استراتيجية الدولة للتقليل من النفايات العضوية عبر التحول إلى الطاقة المتجددة و الاستفادة من الطاقة الحيوية.
أما رئيس جمعية "سيدرا"، نزيم فيلالي، فقد ابرز أهمية حدث "ساعة الأرض" كحدث بيئي عالمي كبير يتم إحياؤه على مستوى 700 مدينة في العالم من اجل المساهمة في الحفاظ على البيئة و عقلنة استغلال الطاقة عبر حركة رمزية تتمثل في إطفاء الأضواء مدة ساعة واحدة تحت شعار "إطفئوا الأضواء، اشعلوا الوعي البيئي".
و قد عرفت هذه التظاهرة، تدخل بعض المختصين الذين ابرزوا أهمية الطاقات المتجددة و كذا دور اقتصاد الطاقة في مجال الانتقال الطاقوي.
و تم اختتام الاحتفالية بإطفاء الأضواء على مستوى الساحة الكبرى لرياض الفتح و إشغال الشموع، قبالة مقام الشهيد كمعلم كبير في الجزائر، مع برمجة نفس العملية على مستوى المعالم الكبرى بكل ولايات الوطن.