أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، أن احتضان الجزائر لهذا الموعد القاري يأتي في ظرف عالمي حساس، تتعاظم فيه المخاطر التي تهدد بانهيار منظومة العلاقات الدولية، محذرًا من أن تكون إفريقيا أبرز ضحاياه رغم ما تملكه من إمكانات هائلة تؤهلها لإعادة تشكيل النظام العالمي.
وأوضح الرئيس تبون أن همّ إفريقيا اليوم اقتصادي بالدرجة الأولى، متسائلًا: "أين تقف قارتنا من الاقتصاد العالمي؟"، مشيرًا إلى أن القارة حققت إنجازات معتبرة مثل تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية والإنضمام إلى مجموعة العشرين، لكنها لا تزال تعاني من تهميش في المؤسسات المالية الدولية ومن تبادلات بينية لا تتجاوز 15%، مقارنة بـ60% داخل أوروبا، وهو واقع يحرم بلدانها من فرص النمو.
وشدد رئيس الجمهورية على أن الجزائر أخذت على عاتقها المساهمة الفعلية في بناء مستقبل القارة عبر مشاريع هيكلية كبرى، على غرار الطريق العابر للصحراء، أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري، مشروع الألياف البصرية لتعزيز السيادة الرقمية، وخطوط السكك الحديدية التي ستربط الجزائر بمالي والنيجر، إضافة إلى إطلاق رحلات جوية وبحرية لدعم حركة التجارة البينية في المغرب العربي ومنطقة الساحل.
وأكد الرئيس تبون أن مستقبل إفريقيا في شبابها، مذكرًا بأن الجزائر ساهمت منذ الاستقلال في تكوين أكثر من 65 ألف إطار إفريقي. كما شدد على أن نجاح منطقة التجارة الحرة القارية مرهون ببناء بنية تحتية إفريقية قوية قادرة على ضمان التكامل الاقتصادي.
وختم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: "كلماتي نابعة من القلب. نحن نناضل من أجل إفريقيا مزدهرة، إفريقيا تصنع غذاءها بيدها وتنتزع مكانتها عن جدارة واستحقاق. قارتنا ليست حقلًا لتجارب الأسلحة، بل فضاء للأمل والتنمية".
المصدر: ملتميديا الإذاعة الجزائرية-عمار شريتي