شكل موضوع الأمن الغذائي في إفريقيا أحد محاور النقاش, هذا الأحد, خلال منتدى التجارة والاستثمار المنظم ضمن فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية, والذي أكد فيه المشاركون على ضرورة الاستفادة من التجربة الجزائرية في دعم القطاع الفلاحي.
وجرت هذه الجلسة, التي حملت عنوان "تحقيق الاكتفاء الذاتي والارتقاء بسلسلة القيم", بمشاركة خبراء, باحثين وممثلين عن حكومات افريقية ومؤسسات من القطاع الخاص, والذين أبرزوا ضرورة تكثيف التعاون لمواجهة تحدي الأمن الغذائي في القارة, خاصة وأن إفريقيا ما تزال تستورد غذائها رغم أن 60 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة بها غير مستغلة.
وعرفت الجلسة استعراض جهود الجزائر في مجال السعي لتحقيق الأمن الغذائي, لا سيما من خلال تشجيع الاستثمار في المناطق الصحراوية وتقديم العديد من التسهيلات للمستثمرين, مع استقطاب مستثمرين أجانب مختصين في المجال, وهو ما سمح للبلاد بتحقيق خطوات هامة في القطاع.
وفي هذا الإطار, استعرض المدير العام للمكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية, خالد بن محمد, التجربة الجزائرية في مجال دعم الإنتاج الفلاحي ضمن إستراتيجية شاملة ترمي إلى ضمان الأمن الغذائي.
وأكد بن محمد, بالمناسبة, على أهمية التجربة الجزائرية بالنظر إلى المساهمة الهامة للقطاع الفلاحي في الناتج الداخلي الخام للبلاد, وإطلاق عدة مشاريع مهيكلة.
كما أشار المتحدث إلى أن الهدف الذي يجري العمل على بلوغه هو تطوير الصناعات التحويلية من أجل إعطاء قيمة مضافة للمنتجات الفلاحية, باعتبار أن ذلك يفتح آفاق تصديرية أكبر, في ظل وفرة الإنتاج طوال السنة.
في سياق متصل, تم استعراض تجارب عدد من الدول الإفريقية, على غرار تجربتي أنغولا ونيجيريا, من ناحية دعم المزارعين وتحفيزهم, لا سيما المستثمرات الفلاحية العائلية التي تحظى بمكانة بارزة في البلدين.
وخلال هذه الجلسة, أكد المشاركون على ضرورة دعم القطاع الفلاحي في كامل سلسلة القيم, مع توفير الضمانات اللازمة للفلاحين, لاسيما وأن القارة تتوفر على إمكانيات زراعية هائلة, تستوجب إبرازها وتشجيع استغلالها بهدف تعزيز التجارة البينية وتقليص الاعتماد على الاستيراد من خارج القارة.
وشهدت فعاليات منتدى التجارة والاستثمار في إفريقيا تنظيم عدة جلسات, من بينها جلسة بعنوان "شراكات من أجل أثر عالمي", تم خلالها التأكيد على أهمية بروز علامات إفريقية رائدة في مختلف المجالات, على غرار العلامات الأوروبية والأمريكية, مع ضرورة إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعيق المبادلات, بما يسمح بتحقيق قفزة نوعية على صعيد التجارة البينية.
وتم في هذا الصدد, التطرق إلى مساعي الجزائر لتسويق منتجاتها في القارة الإفريقية, خاصة عبر السوق الموريتانية ودول غرب إفريقيا, وذلك بفضل فتح خط بحري لنقل السلع, إلى جانب مشاريع إنجاز طرق وخطوط للسكك الحديدية وغيرها من البنى التحتية الرامية إلى تعزيز المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية.
وعرف اللقاء توقيع اتفاقيتين تفوق قيمتهما 1,2 مليار دولار بين البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك) من جهة, وكل من البنك الفلاحي النيجيري (1 مليار دولار) وشركة الكهرباء "زاد أي تي دي سي" من زمبابوي (210 مليون دولار) من جهة أخرى.