حمزة حسام: الدبلوماسية الجزائرية...مسار حافل بالإنجازات في عالم متقلب وجوار مضطرب

حمزة حسام: الدبلوماسية الجزائرية...مسار حافل بالإنجازات في عالم متقلب وجوار مضطرب

08/10/2025 - 11:41

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور حمزة حسام ،أن الجزائر أثبتت منذ الاستقلال ، التزامها بدبلوماسية مبدئية، قائمة على احترام السيادة، ودعم قضايا التحرر، والسعي لبناء السلم في محيطها الإقليمي والدولي وذلك من خلال تبني سياسة خارجية لطالما عبّرت عن هوية ثورية وتحررية،

وأضاف حمزة حسام خلال استضافته ،هذا الأربعاء، ضمن برنامج "ضيف الصباح " للقناة الإذاعية الأولى بمناسبة اليوم الوطني للدبلوماسية   أن الدبلوماسية الجزائرية تجسّدت في دعم حركات التحرر في إفريقيا منذ الستينيات من القرن الماضي، وخصوصاً نضال شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري وكذا القضية الفلسطينية، في سياق دبلوماسية نشطة في المحافل الدولية تعبر عن الهوية الثورية والتحررية، والتي مرجعيتها الأولى  بيان أول نوفمبر 54.

وقال الدكتور حسام  إن الأولويات في عهد الرئيس عبد المجيد تبون هي  المبادرة إلى استعادة الفضاءات التقليدية للتأثير والتواجد داخل المحافل الدولية، سواء في إطار التعاون الثنائي وخاصة مع  دول الجوار، أو متعدد الأطراف، ومنها منظمة دول عدم الانحياز،الاتحاد الإفريقي واحتضان القمة العربية والعودة الى العضوية داخل مجلس الأمن الدولي خلال العامين الماضيين.

وأوضح قائلا ،"كان الهدف من هذا النشاط الدبلوماسي تمكين الجزائر من استعادة  المكانة التي تستحقها واضطلاعها بمزيد من الأدوار والنفوذ بعد فترة اتسمت بالركود  والتراجع في خضم تحديات إقليمية ودولية غير مسبوقة منذ نهاية الحرب االباردة."

وأضاف"الجزائر بصدد إعادة تموقعها من خلال مزيج من المبادرات السياسية، والتحركات الاقتصادية، والمرافعة الحقوقية، لتظل صوتاً فاعلاً في الدفاع عن قضايا الجنوب العالمي.".

عودة إلى الفضاءات التقليدية

وأشار الدكتور حمزة إلى أن الدبلوماسية الجزائرية، في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، تبنت سياسة استعادة مواقعها التقليدية في المحافل الدولية، خاصة ضمن منظمة دول عدم الانحياز، والاتحاد الإفريقي، وفي المحيط المتوسطي.

كما شهدت الجزائر عودة فعالة إلى مجلس الأمن الدولي خلال العامين الماضيين، في مسعى لإعادة تموضعها كفاعل مؤثر في الساحة الدولية.

وأوضح أن الجزائر لم تكتفِ بالوساطة فقط، بل انتقلت إلى مرحلة المبادرة، من خلال تقديم حلول واقعية للأزمات، انطلاقاً من إدراكها لضرورة حماية عمقها الاستراتيجي في جوارها الإفريقي، وخاصة منطقة الساحل التي تعاني من هشاشة أمنية وتحديات تنموية معقّدة.

قيم إنسانية ومبادئ ثابتة

وشدّد الدكتور حسام على أن الجزائر ظلت، عبر تاريخها، وفية لقيمها الإنسانية ومبادئها السياسية، وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما أن جهودها في بناء السلم والدفع بعجلة التنمية كانت دائماً نابعة من إيمانها العميق بعدالة القضايا التي تتبناها.

مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم

من أبرز إنجازات الدبلوماسية الجزائرية، حسب الدكتور حسام، دورها الريادي في تجريم تمويل الإرهاب، حيث ساهمت الجزائر بشكل فعال في صياغة "الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب"، التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستندة إلى تجربتها الرائدة في محاربة الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي.

كما كانت الجزائر في طليعة الدول الراعية لجهود تسوية الأزمات، من خلال وساطات ناجحة، مثل اتفاق السلام بين العراق وإيران عام 1975، ودورها المحوري في إنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1981، بالإضافة إلى قيادتها لمفاوضات اتفاق السلم والمصالحة في مالي سنة 2015.

عدم الانحياز والسيادة الإقليمية

تتمسك الجزائر بسياسة عدم الانحياز، حيث تعتبر نفسها جزءاً أصيلاً من الجنوب العالمي، وترى في القارة الإفريقية عمقها الاستراتيجي الطبيعي.

كما ترفض مثلما  يوضح الدكتور حسام، الانخراط في منطق الاستقطاب الدولي، مع حفاظها على علاقات ودّية قائمة على الاحترام المتبادل مع مختلف الأطراف دون أن يؤدي ذلك إلى التبعية أو المساس بسيادتها.

مواجهة حروب الجيل الرابع

وتطرق الدكتور حسام إلى ما أسماه "حروب الجيل الرابع"، مشيراً إلى أنها تمثل أحد أخطر التهديدات التي تواجه الجزائر ،وخصوصا  القارة الإفريقية، من خلال استغلال الفتن الطائفية والنزاعات الداخلية والفقر لزعزعة الاستقرار الداخلي.

وشدد في ذات السياق ،على أن مواجهة هذه الحروب لا يمكن أن تتم عبر الدبلوماسية التقليدية فقط، بل تتطلب إشراك القوى الحية في البلاد من سياسيين، برلمانيين ،نقابات، مجتمع مدني، مهاجرين وكذا الرياصيين .

الدبلوماسية الاقتصادية: نحو حضور مؤثر في إفريقيا

وأكد الدكتور حسام أن العقيدة الجديدة للدبلوماسية الجزائرية ترتكز اليوم على تعزيز التشبيك الاقتصادي، خاصة داخل القارة الإفريقية.

وأبرز قائلا،"الاقتصاد هوالمفتاح لتحقيق الحضور السياسي والأمني، داعياً إلى إعادة بناء العلاقات التجارية وتعزيز الاندماج الاقتصادي مع الدول الافريقية كوسيلة فعالة لتعزيز نفوذ الجزائر في القارة.

 

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية