انتخاب الجزائري فريد غزالي أمينا عاما جديدا لمنظمة الدول الإفريقية المنتجة للنفط

فريد غزالي
04/11/2025 - 21:03

انتخب اليوم الثلاثاء بالعاصمة الكونغولية برازافيل، الجزائري فريد غزالي، بالأغلبية، أمينا عاما جديدا لمنظمة الدول الإفريقية المنتجة للنفط "أبو"، حسب ما أفاد به بيان لوزارة المحروقات والمناجم.

تم ذلك خلال الجلسة الختامية لأشغال الدورة الـ48 للمجلس الوزاري للمنظمة، والتي جرت بمشاركة وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب، تحت رئاسة وزير المحروقات بجمهورية الكونغو، والرئيس الدوري للمجلس لـ2025، برونو جان ريتشارد إيتوا.

وحضر إلى جانب وزير الدولة، الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك"، نور الدين داودي، رئيس سلطة ضبط المحروقات، أمين رميني، إلى جانب سفير الجزائر لدى جمهورية الكونغو، وعدد من إطارات القطاع.

ويأتي انتخاب السيد غزالي ك"تتويج مستحق لمسيرته المهنية الحافلة والتي امتدت لأكثر من 33 سنة في قطاع الطاقة والمحروقات"، يضيف البيان، الذي أشار الى أنه شغل عدة مناصب عليا في مجمع "سوناطراك"، أبرزها مستشار الرئيس المدير العام منذ مارس 2020، نائب الرئيس المكلف بالاستراتيجية والدراسات الاقتصادية والتخطيط المؤسسي بين 2017 و2020، مدير الدراسات والتخطيط في نشاط نقل المحروقات عبر الأنابيب، ومسؤول تنفيذي في نشاط التسويق، مكلف بملف أنبوب الغاز العابر للصحراء.

ويمتلك الأمين العام الجديد للمنظمة الذي يحمل شهادة مهندس كيميائي من المعهد الجزائري للبترول، تخصص الغاز الطبيعي المسال، خبرة دولية "واسعة" في مختلف مجالات المحروقات، التحليل الاستراتيجي للأسواق، إدارة المشاريع، والمفاوضات الدولية، وفقا للمصدر ذاته، الذي لفت الى مساهمته في عدة ملفات داخل المنظمات الطاقوية العالمية منها منظمة "أوبك" ومنتدى الدول المصدرة للغاز.

وفضلا عن وزراء الطاقة والنفط للدول الأعضاء، شهدت الدورة ال48 للمجلس الوزاري لمنظمة "أبو" مشاركة ممثلين عن منظمات اقليمية ودولية وشركاء استراتيجيين من قطاعي النفط والغاز.

وتناول جدول الأعمال جملة من القضايا الاستراتيجية والتنظيمية من أبرزها تقييم أنشطة الأمانة العامة للمنظمة خلال سنة 2025، استعراض برنامج العمل والميزانية لسنة 2026، إلى جانب بحث سبل تعزيز التعاون الإفريقي في مجالات الاستكشاف، الإنتاج، وتطوير القدرات التقنية.

كما ناقشت الدورة آفاق الشراكة الإفريقية في ظل التحولات العالمية المرتبطة بالانتقال الطاقوي، وأكدت بهذا الخصوص على أهمية تثمين المحتوى المحلي في الصناعات النفطية والغازية كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وخلق القيمة المضافة في الاقتصادات الإفريقية.

التوقيع على اتفاق برازافيل حول تطوير المحتوى المحلي

وفي هذا الإطار، شارك السيد عرقاب، في مراسم التوقيع على "اتفاق برازافيل حول تطوير المحتوى المحلي في الصناعة البترولية والغازية بإفريقيا"، الذي اعتمده وزراء الدول الأعضاء في المنظمة.

ويجسد هذا الاتفاق التزاما جماعيا بتعزيز مشاركة الكفاءات والمؤسسات الوطنية في سلاسل القيمة الطاقوية، حيث يهدف إلى تطوير آليات فعالة لقياس وتقييم سياسات المحتوى المحلي في الدول الأعضاء، تمكين الموردين الأفارقة من تقديم سلع وخدمات ذات جودة عالية للصناعة البترولية والغازية، تسهيل الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا والخبرة لفائدة المؤسسات المحلية، وتعزيز نقل المعرفة وبناء القدرات البشرية الإفريقية.

كما يرمي إلى دعم الشراكات بين الشركات الدولية والمحلية وفق مقاربة رابح-رابح، توحيد الأطر التنظيمية للمحتوى المحلي على المستوى القاري، تشجيع البحث والتطوير والابتكار، وترسيخ مبادئ الشفافية والكفاءة والمسؤولية في تنفيذ هذه السياسات.

ويمثل هذا الاتفاق دعوة إلى العمل الإفريقي المشترك بروح التعاون والتضامن لبناء صناعة بترولية وغازية إفريقية قوية ومتكاملة تسهم في تحقيق الرخاء لشعوب القارة، يؤكد البيان.

وفي كلمته أمام المجلس، أكد السيد عرقاب دعم الجزائر الثابت لأهداف المنظمة ومبادراتها الهادفة إلى تمكين إفريقيا من استغلال مواردها الطبيعية بفعالية وعدالة، مشددا على أهمية تفعيل مشاريع التعاون القاري، وفي مقدمتها البنك الإفريقي للطاقة، ودعم مبادرات التمويل المشترك لمشاريع البنية التحتية الطاقوية في إفريقيا.

كما دعا إلى مواصلة مسار إصلاح المنظمة وترسيخ الحوكمة الرشيدة والشفافية في التسيير، معبرا عن ثقته في قدرة الأمين العام الجديد على قيادة مرحلة جديدة من التطوير والتكامل داخل المنظمة، وفقا لنفس المصدر.

ويتزامن هذا الاجتماع الوزاري مع تنظيم الطبعة الرابعة للمؤتمر والمعرض الإفريقي حول المحتوى المحلي "سيكلا 2025"، الذي انعقد تحت الرعاية السامية للسيد دينيس ساسو نغيسو، رئيس جمهورية الكونغو، وافتتح أشغالها الوزير الأول، رئيس الحكومة الكونغولية، وفقا للبيان الذي لفت إلى أن هذا المؤتمر يمثل "فضاء
لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال تطوير القدرات المحلية وتعزيز القيمة المضافة في الاقتصاد الإفريقي".

يذكر أن منظمة الدول الإفريقية المنتجة للنفط تأسست سنة 1987 بمبادرة من الجزائر وعدد من الدول الإفريقية المنتجة للنفط.

وتعد المنظمة، التي تضم حاليا 18 دولة عضوا، إطارا مؤسساتيا يعنى بتنسيق السياسات البترولية بين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون والتكامل في مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير ونقل التكنولوجيا، فضلا عن دعم البحث العلمي والتكوين وتطوير الكفاءات.
 

المصدر
وأج