بن خروف: الحملة الفرنسية ضد الجزائر نتيجة سقوط وهم الوصاية الاستعمارية

بن خروف: الحملة الفرنسية ضد الجزائر نتيجة سقوط وهم الوصاية الاستعمارية

المحلل السياسي بن خروف
09/12/2025 - 12:10

أكد المحلل السياسي الدكتور محمد بن خروف أن الحملة الإعلامية والسياسية الفرنسية المتصاعدة ضد الجزائر سببها السياسة الواضحة التي انتهجتها الجزائر منذ سنوات، والمتمثلة في رفض كل الإملاءات والوصاية على قراراتها، وإعلان القطيعة مع كل فكر استعماري. وأشار إلى أن الهجمات الفرنسية الأخيرة ليست سوى دليل على عدم استساغة اليمين المتطرف لسيادة القرار الجزائري.

وأوضح الدكتور محمد بن خروف، هذا الثلاثاء، لدى حلوله ضيفاً على برنامج "صيف الدولية" عبر أمواج إذاعة الجزائر الدولية، أن ارتفاع العداء ضد الجزائر من بعض الأوساط الفرنسية تزامن هذه المرة مع قضية كريستوف غليز الذي أكدت محكمة تيزي وزو الحكم الصادر بحقه، بعد ثبوت أنه لم يدخل الجزائر كصحفي، وإنما كعنصر متخفٍّ في هيئة سائح لتنفيذ مهمة تخريبية مرتبطة بالتنظيم الإرهابي "الماك" المصنف في الجزائر حركة إرهابية.

ولفت بن خروف إلى أن الأزمة في العلاقات بين فرنسا والجزائر تعود إلى الرفض القاطع من جانب الجزائر لما يسمى بالوصاية الفرنسية، وهو ما لم تهضمه بعض الأطراف اليمينية المعروفة في فرنسا، التي لا تزال تعتقد وتتوهم بهيمنتها ووصايتها على الجزائر. وأضاف أن هذه الأطراف تحاول فرض "اللمسة الفرنسية" في تحديد السياسة الجزائرية، وفي استغلال الثروات الوطنية، وفي توجيه السياسة العامة داخلياً وخارجياً، غير أنها فوجئت بسيادة القرار الجزائري، خاصة منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم، حيث كانت سياسته واضحة تجاه المستعمر القديم من خلال إعلان القطيعة مع كل فكر استعماري ورفض كل الإملاءات والوصاية. وقال: "من يريد أن يقيم علاقات مع الجزائر يجب أن يفهم هذه الشروط، وأن يحترم استقلال وسيادة الجزائر، ويحترم الاتفاقيات والمواثيق الدولية الممضى عليها، خاصة الثنائية بين الجزائر وفرنسا".

ولم يستغرب "ضيف الدولية" حجم النفاق السياسي والإعلامي والازدواجية في المعايير التي تتبناها بعض الدوائر الفرنسية، التي تُجبر الآخرين على احترام القوانين والقرارات الفرنسية، في حين لا تلتزم هي بذلك عندما يتعلق الأمر بلاعب كرة القدم الجزائري يوسف عطال بسبب منشور داعم لغزة، مروراً بتجاهل باريس لأوامر التوقيف الدولية التي تصدرها الجزائر، وصولاً إلى الدعم الواضح الذي تحظى به حركة "الماك" الإرهابية على الأراضي الفرنسية.

وقال في هذا الصدد: "هناك جهة في فرنسا تطبخ في المخابر كيف يمكن أن تُصنع حلقات لاستفزاز الجزائر لأجل زعزعة استقرارها ومحاولة تشويه صورتها"، مردفاً: "ما يزعجهم أكثر هو أن الجزائر استطاعت توحيد شعبها وجيشها في مواجهة المشاريع التي تتبناها هذه الأطراف المعادية للجزائر".

المصدر: ملتميديا الإذاعة الجزائرية- عمار حمادي

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios