الصناعة العسكرية الجزائرية: جودة الابتكار والتحسين المستمر

الصناعة العسكرية
26/12/2025 - 18:04

شكّل معرض الإنتاج الجزائري الـ 33، محطة إضافية للوقوف على بروز الصناعة العسكرية الجزائرية بجودة ابتكارها وتحسينها المستمر.

وكرّست هذه الصناعة تموقعها كركيزة حيوية في النسيج الاقتصادي الوطني، عبر الروح الوطنية العالية لعرّابيها ومواكبتها أحدث التكنولوجيات.

وأبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مكانة الصناعة العسكرية التي تمثّل "قاطرة" لإنتاج جزائري حقيقي يجمع الادماج الوطني والابتكار.

ونوّهت وكالة الأنباء الجزائرية إلى تقديم ممثلي مؤسسات القطاع نماذج متنوعة تعكس تطوراً ملحوظاً في نسب الإدماج المحلي.

وركّزت على الحضور المتزايد للكفاءات الجزائرية، تزامناً مع عدم اقتصار هذه الصناعة على تلبية حاجيات الدفاع.

وأصبحت الصناعة العسكرية فاعلاً في خلق القيمة المضافة، ونقل التكنولوجيا، ودعم النسيج الصناعي الوطني بتشجيع المناولة وفتح آفاق جديدة للتصدير.

وفي هذا السياق، استعرض ممثل مؤسسة تطوير وإنتاج أنظمة التكنولوجيات المتقدمة ببوسعادة، بعض منتجات الأخيرة.

وبطابع تكنولوجي وصناعي متقدم، تختص المؤسسة ذاتها في "تطوير وإنتاج الطائرات المسيّرة".

وتضمن أيضاً الدعم التقني لوحدات قيادة القوات الجوية، لا سيما فيما يتعلق بتصنيع وتسليح هياكل الطائرات المصنوعة من المواد المركبة.

وتتيح مؤسسة بوسعادة تكويناً عالٍ المستوى للطيارين، ولفائدة الهيئات العسكرية وبعض الهيئات المدنية.

تطوير 3 نماذج مصنّعة محلياً

وتعرض المؤسسة ثلاثة نماذج من الطائرات المطوّرة والمصنّعة محلياً.

ويتعلق الأمر بـ:

  • طائرة "أوراس 700" متعددة المهام، رباعية المراوح، المخصّصة لمهام المراقبة والاستطلاع الجوي ليلاً ونهاراً.

وتعنى كذلك بتحديد المواقع الجغرافية للأهداف الثابتة والمتحركة، إضافة إلى المسح الطبوغرافي وتتبع الأهداف.

وباتت هذه الطائرة "جاهزة للتصدير، بعد أن تمت المصادقة عليها من الجهات المختصة".

  • الطائرة صغيرة الحجم سداسية المراوح، والتي تستخدم لرفع حمولة تصل إلى سبعة كيلوغرامات.

ويُسمح باستخدامها في مهام عسكرية حساسة، فضلا عن استعمالات مدنية محتملة في مجالات الصحة والفلاحة.

ويتمثل النموذج المبتكر الثالث الذي تنتجه المؤسسة في طائرة هجينة.

وتمتاز هذه الطائرة بدمجها بين خصائص الطائرات ذات الأجنحة الدوارة وتلك ذات الأجنحة الثابتة.

وتُستخدم أيضاً في مهام تكتيكية تشمل المراقبة والاستطلاع الجوي.

وتهدف مؤسسة بوسعادة للمساهمة في إنشاء قاعدة صناعية وطنية متينة ومستدامة، قادرة على دعم مسار النهوض بالاقتصاد الوطني.

وتتطلع كذلك لإبراز دورها في ترقية الإنتاج الوطني وتعزيز الاعتماد على القدرات والكفاءات الوطنية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

من جهتها، تبرز مؤسسة تجديد العتاد الخاص "الشهيد عبد الحميد فريب" التابعة للناحية العسكرية الثانية.

وتندرج مشاركة المؤسسة في المعرض، ضمن استراتيجية تجسيد شعار "الجزائر تصنع مستقبلها".

وتهدف إلى إبراز مساهمة المؤسسة في دعم القاعدة الصناعية الوطنية وتعزيز قدراتها الإنتاجية.

وعرضت المؤسسة ثلاث منتجات مصنّعة داخل وحداتها، تتمثل في مقلع الآليات والعربات، وشاحن بطاريات الطائرات.

وهذا إلى جانب محول الطاقة الكهربائية، وهي تجهيزات موجهة لتلبية احتياجات قطاع الطيران والخدمات التقنية المرتبطة به.

وتنشط مؤسسة تجديد العتاد الخاص أساساً في مجال تجديد، تصليح وتطوير وسائل وتجهيزات خدمة القوات الجوي.

وتعتمد على خبرة تقنية متراكمة وإمكانات بشرية ومادية متخصّصة.

وبإمكان المؤسسة "في إطار اختصاصاتها ودون التأثير على مخطط أعبائها، التكفل بطلبات هيئات وزارة الدفاع الوطني.

ويمكنها الاستجابة لاحتياجات قطاعات عمومية أو خاصة، مستفيدة من قدراتها الصناعية والتنظيمية، بما يضمن مستويات عالية من الأداء والجودة.

من جهته، أشار ممثل مؤسسة صناعة الطائرات "الشهيد عابد بومدال" بوهران، إلى أنّ نشاطها يتعدى تلبية احتياجات القوات الجوية.

ولفت إلى تزويد عدد من الهيئات العمومية التابعة للدولة، إلى جانب نوادي الطيران.

وتقوم كذلك بمراجعة محركات الحوامات، وتوفير عدة خدمات أخرى في مجال الصناعة الميكانيكية والمعالجة التقنية المتخصصة.

وشكّلت مشاركة المؤسسة في المعرض فرصة هامة للتعريف بقدراتها، والتقرب من المؤسسات ذات الصلة.

وهذا قصد فتح آفاق التعاون والمناولة، بما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية الوطنية.

مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة: المورد الرئيس

تعتبر مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، المتخصصة في تصنيع الأسلحة الخفيفة، "المورد الرئيسي للجيش الوطني الشعبي بهذا النوع من الأسلحة".

وتزوّد مختلف المؤسسات الأمنية الوطنية، على غرار مصالح الجمارك والشرطة وغيرها من الهيئات المختصة.

ولا يقتصر نشاط المؤسسة على صناعة الأسلحة الخفيفة، بل يمتد ليشمل مختلف مجالات الصناعة الميكانيكية، بما فيها تصنيع أدوات الإنتاج.

ويشمل ما تقدّم: القطع الميكانيكية، أدوات القياس، مستفيدة في ذلك من الخبرة والتكنولوجيا التي راكمتها منذ العام 1990.

وعرضت مؤسسة البناءات الميكانيكية، بندقية نصف آلية عيار 12، تمّ تطويرها خصيصاً لتلبية احتياجات الأسلاك شبه العسكرية.

وهذا على غرار مؤسسات الحماية، علماً أنّ هذا النموذج يعدّ أكثر تقدماً مقارنة بالبندقية المضخية اليدوية.

وتخطّط المؤسسة لتصدير الأسلحة الخفيفة، خاصة نحو الدول الإفريقية، لا سيما بعد أن أثبتت جدارتها من حيث النوعية والجودة.

وهو ما يندرج ضمن رؤية الدولة في تنويع الصادرات، والتي يسعى الجيش الوطني الشعبي للمساهمة فيها.

وبات قطاع الصناعة العسكرية مؤهلاً للتحول التدريجي إلى قطب إنتاجي وتكنولوجي، يزاوج بين متطلبات السيادة الوطنية ومقتضيات التنمية الاقتصادية.

هذا المسار يعكس توجّهاً واضحاً نحو اقتصاد قائم على المعرفة والتصنيع المتقدم.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
وأج
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios