"الجزائر رحلة في زمان" فسيفساء تاريخية على ايقاع روائع التراث الأندلسي

نجح العرض الفني الموسوم " الجزائر رحلة في زمان " لنادي نشاطات طلبة الهندسة بالمدرسة المتعددة التقنيات, الذي عرض سهرة أمس الخميس بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح في خلق أجواء بهيجة لدى الجمهور الذي تفاعل مع الاداء الموسيقي للجوق الأندلسي واللوحات المسرحية البديعة التي تحكي محطات مضيئة من تاريخ الجزائر.

وعلى مدار ما يزيد عن ساعتين من الزمن الفني الرفيع سافر هذا العمل الفني التاريخي ذو الأهداف الخيرية وفي طبعته الثانية (الطبعة الأولى 2020) بالجمهور إلى حقب ومحطات جد هامة من تاريخ الجزائر تروي أحداث ووقائع تاريخية بداية من القرن الثامن للميلاد إلى غاية 1962 وكانت هذه المراحل حافلة بشخوص وبطولات التاريخ منذ بدايات الفتوحات الإسلامية مرورا بسقوط غرناطة وهروب المسلمين من الأندلس ثم المرحلة العثمانية إلى غاية الاستقلال وتعكس حضور الجزائر الراسخ في التاريخ.

وقد تميز العرض الفني الذي صممه واحياه طلبة جامعيين من المدرسة المتعددة التقنيات سواء من خلال الجوق الأندلسي بالعزف على مختلف الآلات الموسيقية التقليدية الخاصة بالطابع الأندلسي أو من خلال شخصية "الحكواتي" في رسم صورة جميلة على الركح بفضل موهبتهم وحيويتهم الكبيرة وافتخارهم بموروثهم الثقافي الأصيل.

وقد وفق الطلبة المشاركين في العرض في تقديم هذه الأحداث التاريخية البارزة في قالب فني جمع بين المشاهد المسرحية والأداء الموسيقي الأندلسي الراقي من خلال أداء باقة من روائع طابع الحوزي والصنعة والمالوف على غرار " لله يابن الورشان "، " قم ترى "، " يا آسفي على ما مضى " و "قالو لعرب قالو " ما صنع الفرجة وسط الجمهور الذي صفق للعرض مطولا كونه يعكس قيم جمالية وفنية تراثية راقية.

كما تميز العرض الفني الفسيفسائي الذي جمع بين مختلف الأشكال الفنية مرفوقا بجوق الموسيقى الأندلسية بتوظيف صوت الحكواتي على خلفية لوحات فنية منتقاة بعناية حيث جال عبر فضاء الركح ليسترجع أحداث تاريخية بصورة متدرجة كرونولوجيا.

و في هذا السياق ، أوضح رئيس المشروع " الجزائر رحلة في زمان "، عدمان عماد الدين، أن الطبعة الثانية من العرض ذي الطابع الثقافي والخيري وهو عمل جماعي إبداعي شارك في صياغته جميع الطلبة تم تطعيمه بأجزاء جديدة فيما يخص الأحداث التاريخية على غرار بيان أول نوفمبر 1954 وفيديو حول الشهيد بوعلام رحال أصغر شهيد تم إعدامه بالمقصلة خلال الثورة التحريرية وغيرها من التفاصيل التاريخية المضيئة التي تم صياغتها ونسجها من طرف الطلاب.

وأضاف أن العرض ذو الدلالات التاريخية الثقافية يعكس مدى ارتباط الشباب الطلبة الجزائريين بتاريخهم وهويتهم و قيمهم الاجتماعية الأصيلة وافتخارهم بالرصيد التاريخي للأجداد مبرزا أن "العرض أيضا يحمل أبعاد إنسانية خيرية تضامنية حيث سيتم تخصيص مداخيل العرض لفائدة جمعية نور الأمل لأطفال المصابين بداء السرطان".

وأشار ذات المتحدث بأن هذا النادي الذي تأسس في 2010 بمبادرة من طلبة الهندسة بالمدرسة المتعددة التقنيات يم حاليا أكثر من 300 عضو و يزخر بالعديد من الأعمال الفنية و الخيرية .