لخميسي بزاز للإذاعة: منطقة الساحل مهتمة كثيرا بالمقاربة الجزائرية في حل الأزمات

لخميسي بزاز
24/04/2022 - 12:54

قال الأمين العام لرابطة علماء و أئمة و دعاة  الساحل  لخميسي بزاز إن مقاربة الجزائر في حل الأزمات تعتبر اليوم منارة لعديد الدول التي تواجه حالة  من عدم الاستقرار السياسي و الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي و التي تعاني من النزاعات و الصراعات على السلطة .

وكشف لخميسي بزاز في برنامج " ضيف الدولية " على أمواج القناة الدولية للإذاعة الجزائرية بأن الرابطة عقدت مؤتمرها  قبل مطلع شهر رمضان الكريم بدولة تشاد و بمشاركة كل الدول الأعضاء .

وقال إن  المؤتمر كان فرصة للتعريف بالتجربة الجزائرية الرائدة في مجال مقاربة الأزمات السياسية وإرساء قيم السلم و المصالحة بين مختلف مكونات المجتمع.

و أضاف لخميسي بأن الرابطة حظيت على هامش هذا المؤتمر باستقبال من  نجل الرئيس الراحل المغتال إدريس ديبي  الذي يرأس حاليا  السلطة الانتقالية في  تشاد ، حيث أبدى إعجابه الكبير بالمقاربة الجزائرية في معالجة النزاعات السياسية و الأمنية باعتبارها نموذجا يمكن الاحتذاء به في مجال إرساء الحوار والمصالحة في بلاده  وأيضا دعمه لدور الأئمة  والعلماء في تعزيز مثل هذا المسعى و المشاركة فيه.  

وبالعودة إلى  أجواء هذا المؤتمر، أشار الأمين العام لرابطة علماء و أئمة و دعاة  الساحل إلى انه عقد تحت شعارّ": "دور الأئمة و الدعاة في تعزيز و إرساء قيم الحوار و التعايش   والمصالحة " و تم اختياره بالتوافق مع السلطات التشادية و ذلك  تماشيا مع الحاجة المعبر عنها من قبل هذه الدولة  للاستفادة القصوى من  مختلف المقاربات السياسية التي انتهجتها عديد الدول في مجال البحث عن التوافق السياسي بين مختلف مكونات المجتمع.

وضمن هذا السياق ، قال لخميسي إن التجربة الجزائرية  تصدرت اهتمام الحضور من مختلف مكونات المجتمع التشادي خلال هذا المؤتمر وتعددت المنابر التي أتيحت لممثلي الجزائر للتعريف بها  ومنها محاضرة شاملة قدمت أمام المشاركين في المؤتمر وتبعتها ندوة من تنظيم  جامعة الملك فيصل  شارك فيها  وزير المصالحة الوطنية في الحكومة المؤقتة التشادية، حيث  أعرب هذا الوزيرعن إعجابه  وتقديره للتجربة الجزائرية في مجال الحوار و تحقيق المصالحة الوطنية .

ونقل  لخميسي عن  وزير المصالحة التشادي قوله:" إن بلدان منطقة الساحل مهتمة كثيرا بالمقاربة الجزائرية و يحترمون في الشعب الجزائري قدرته على مواجهة الفتن و تجاوز الخلافات السياسية وتوجد لدينا رغبة في احتضان التجربة الجزائرية".

وعن السمعة التي تحظي بها الجزائر في منطقة الساحل ، قال  الأمين العام لرابطة علماء  وأئمة و دعاة  الساحل إنه  سمع من عديد المسؤولين في هذه المنطقة يقولون :     " عندما تتحدث الجزائر نحسن الإنصات إليها خصوصا و أن حضورها وسلوكها في هذه المنطقة  كان دائما ايجابيا ويقف دائما على مسافة واحدة من جميع المكونات المتنازعة فيما بينها ،على خلاف بعض  القوى الأجنبية الطامعة في خيرات و ثروات المنطقة  وتسعى لعرقلة طريق الوفاق الوطني".

تقدمنا باقتراح  لعقد ورشة  لتحقيق و تعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا

وعن الأزمة الليبية ، قال لخميسي إن هناك قناعة لدى الليبيين بأن التدخلات الخارجية هي التي تعرقل طريق الحوار و تعزز الصراعات بين أبناء الوطن ، كاشفا  عن اقتراح تقدمت به الرابطة لعقد ورشة  لتحقيق و تعزيز المصالحة الوطنية وردم الهوة بين مختلف القوى السياسية المتصارعة على الحكم  في ليبيا وقال إننا ننتظر الرد على هذه المبادرة .

وضمن هذا المنظور، قال إننا في الرابطة نشدد على أن المقاربات العسكرية و الأمنية في دول الساحل فشلت لحد الآن حتى لو حققت نتائج ظرفية و لكنها تظل محدودة لأنها لاتحقق الانسجام الاجتماعي وغير مستنبطة من الحقائق والتجارب و تاريخ شعوب المنطقة.

و عن محاربة الفكر الإرهابي ، قال إن الرابطة تدين الفكر الجهادي و الذي في الكثير من الأحيان  تغذيه قوى أجنبية خدمة لمصالحها و خصوصا الفتاوى التي تصدر من الخارج و عبر العالم الافتراضي و التي لا تمت بالصلة لواقع المجتمعات في منطقة الساحل، منتقدا  الدور التخريبي الذي تقوم به بعض القوى و المخابر الأجنبية التي تستثمر في  الجماعات الإرهابية   وتوجهها لمحاربة دولة بعينها من خلال التمويل و التدريب.

و قال إن الرابطة أصدرت دليلا في شكل كتاب بعنوان "الدليل العلمي والعملي للوقاية من الغلو و التطرف و الإرهاب " يدحض بالحجة والبراهين الشرعية بطلان هذه  الفتاوى غير المنضبطة و التي عانت منها الجزائر أيضا  في التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا بأن الرابطة  نجحت  في إقناع عديد الأفراد المنتمين لهذه الجماعات داخل المؤسسات العقابية ببطلان هذه الفتاوى ،و هي تجربة قال عنها إنه بإمكان دول الساحل الإفريقي  الاستئناس بها في محاربة التطرف.