شدد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية, المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني, عبد المجيد على ضروروة الحفاظ على الذاكرة الوطنية وإيصالها إلى الأجيال القادمة، فيما أشاد باحثون بقرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ترسيم تاريخ 08 ماي يوما وطنيا للذاكرة معتبرين اياها خطوة للحفاظ على الذاكرة الوطنية .
و أكد شيخي, اليوم الأحد, أنه يتوجب على المختصين في الأرشيف العمل على إيصال المادة التاريخية على اختلافها إلى "عامة الشعب الجزائري" وليس فقط إلى المثقفين والأساتذة والمؤرخين.
و خلال ندوة تاريخية, بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة المخلد للذكرة ال77 لمجازر 8 ماي 1945, خاطب السيد شيخي المختصين في الأرشيف قائلا: "بحوزتكم مواد تاريخية وأدلة وعليكم أن تنظروا كيف يمكن لكم إيصال هذا التراث التاريخي إلى عامة الشعب و ليس فقط إلى المثقفين والمؤرخين", مبرزا أن الهدف من ذلك "ليس لزرع الحقد, بل للتصالح مع أنفسنا وتقدير حقيقة الجهد الذي بذل من أجل تحرير الجزائر وبنائها".
واعتبر أن تصفح الذاكرة الوطنية في مثل هذه المناسبة "فرصة لرسم طريق لنا من أجل إيصال هذا التراث العظيم المشحون بمشاعر الحزن والفرح إلى الأجيال الصاعدة", مؤكدا على أهمية خدمة تاريخ البلاد من خلال ما تتوفر عليه قاعة المطالعة لمكتبة الأرشيف الوطني على سبيل المثال و التي تتوفر --مثلما قال-- على 20 مجلدا لتقارير أعدها جنرالات فرنسيون من 1830 الى 1854.
ودعا مستشار رئيس الجمهورية في هذا الإطار إلى "وجوب توخي الحذر والحيطة عند تناول أي وثيقة من أجل الوصول إلى جزء من الحقيقة التاريخية", مشددا على "ضرورة" تقديم مختلف جوانب الذاكرة "على مراحل وتدريجيا و بتقدير المعنيين بالأمر".
و لم يفوت السيد شيخي فرصة الندوة ليذكر بحرص رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, على ملف التاريخ والذاكرة الذي ينبع من تقدير الدولة لمسؤوليتها تجاه رصيدها التاريخي, باعتباره أحد مقومات الهوية الوطنية.
كما عبر في هذا الصدد عن اعتقاده بأن هذا الحرص يعتبر رسالة أراد الرئيس تبون توجيهها إلى الجميع ومفادها --مثلما قال-- "مهما كانت أفكارنا ومشاريعنا في المستقبل, فإن مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار, وأن ما عاشته بلادنا بعزها ونكساتها منذ القدم و إلى يومنا هذا هو ملحمة تستحق أن تذكر وتحفظ".
وكان الحضور قبل هذا قد تابعوا فيلما وثائقيا أعد من طرف بلغاريين, خلال الثورة التحريرية, يروي معاناة الجزائريين اللاجئين في تونس والمغرب وحياتهم الضنكاء بين الحل والترحال والجوع والقمع.
كما نظمت مؤسسة الأرشيف الوطني معرضا استعرض تاريخ الجزائر لما قبل التاريخ إلى يومنا هذا, مساهمة منها في توثيق عناصر الذاكرة الوطنية وتلقينها للأجيال الصاعدة.
و أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة –عبدالمجيد شيخي- على ضرورة ايصال رسالة الشهداء الى الشباب حفاظا على الذاكرة .
وقال عبدالمجيد شيخي خلال حوار له مع اذاعة الجزائر من سطيف "ان ما فعله الاستعمار الفرنسي في الجزائر لايوصف ولا يمكن لفرنسا ان تتهرب من مسؤوليتها التاريخية" .ليضيف "نحن علينا ان نوصل رسالة الشهداء الى الشباب ونفهمه بحقيقة الامر ونعرفه بحقيقة الشخصية الوطنية الجزائرية التي صقلتها الايام وكيف عانت وقدمت الغالي والنفيس من أجل دحض الاستعمار".
ويرى الدكتورعبدالله مقلاتي استاذ التاريخ بجامعة لمسيلة أن السلطات العليا في البلاد اعتمدت على سياسة تكريس هذا اليوم الاحتفالي بالذاكرة الوطنية من خلال احياء التراث التاريخي وتمجيد الذاكرة الوطنية في مواجهة كل الحملات المغرضة ما جعل الدولة الجزائرية تسخر كافة امكانياتها من خلال دعم الانتاج السمعي البصري والملتقيات الدولية والوطنية والأيام الدراسية والمنشورات العلمية .
واعتبرالباحث في التاريخ الدكتور حسن ثليلاني أن اختيار تاريخ 08 ماي ليكون يوما للذاكرة الوطنية كان اختيارا صائبا لأن التضحيات في ذلك اليوم مست الجميع
وتحتفل الجزائر باليوم الوطني للذاكرة الذي اقره رئيس الجمهورية حماية وصونا لذاكرة الامة تكريما لشهداء الجزائر وتخليدا لمواقفهم البطولية.