تقلد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون,اليوم الثلاثاء, درجة الدكتوراه الفخرية, من طرف جامعة اسطنبول, على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها إلى تركيا منذ يوم الأحد بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وتم تسليم الدكتوراه الفخرية لرئيس الجمهورية وإلباسه الزي الأكاديمي وتعليق شارة جامعة اسطنبول التي تعد أكبر وأقدم جامعة في تركيا, من طرف رئيس الجامعة, الدكتور محمود أك, بحضور نائب الرئيس التركي, فؤاد أوكتاي, أمام كبار دكاترتها.
وجاء ذلك "تقديرا لجهود رئيس الجمهورية في تعزيز التعاون الدولي وجهوده من أجل احترام قيم الديمقراطية وكذلك تعزيز العلاقات العريقة بين الجزائر وتركيا".
وعقب تقليده بدرجة الدكتوراه الفخرية, ألقى رئيس الجمهورية كلمة عبر فيها عن شكره لجامعة اسطنبول, معتبرا أن هذه الدكتوراه هي شرف يضاف إلى العلاقات الطيبة بين الجزائر وتركيا.
كما أشاد الرئيس تبون بما وصلت إليه تركيا تحت قيادة الرئيس اردوغان وسعيه لتطوير بلاده في جميع المجالات.
وأكد رئيس الجمهورية أن وقوفه في رحاب جامعة اسطنبول العريقة هو عرفان بمكانة التعليم الذي يعتبر "أساس الحرية والتنمية والانعتاق".
وذكر في هذا الإطار, بجهود الحركة الوطنية وإسهامات الشيخ عبد الحميد بن باديس في محاربة الجهل ونشر التعليم لتحرير البلاد من الاستعمار, وهو النهج الذي تم الاستمرار فيه بعد الاستقلال بفضل جهود الدولة في تشييد المرافق التعليمية والجامعية وإقرار مبدأ مجانية التعليم في جميع مستوياته.
وبهذا الخصوص, ذكر رئيس الجمهورية بأن عدد الطلبة الجامعيين الذي كان لا يتعدى 1800 طالب في 1956 بلغ اليوم أكثر من 7ر1 مليون طالب.
وتحصي الجزائر حاليا مائة جامعة ومركز جامعي إلى جانب 14 مدرسة عليا متخصصة في مختلف الشعب, بما فيها تلك التي افتتحت مؤخرا في مجالي الرياضيات والذكاء الاصطناعي, يضيف رئيس الجمهورية.
وفضلا عن ذلك, يوجد حاليا بالجزائر التي حرمت من التعليم لمدة 130 سنة, أكثر من 12 مليون تلميذ, حسب الرئيس تبون الذي أكد أنه مع إضافة عدد طلبة الجامعات ومراكز التكوين, فإن هذا الرقم يرتفع إلى 15 مليون, وهو ما يعني أن ثلث سكان البلاد يزاولون الدراسة على عاتق الدولة.
وأعرب رئيس الجمهورية, عن أمله في أن تتكثف علاقات التعاون بين الجامعات الجزائرية و التركية.
و خلال مراسم تسلمه الدكتوراه الفخرية, من طرف جامعة اسطنبول, أعرب الرئيس تبون عن أمله في أن تتكثف العلاقات بين الجامعات الجزائرية والتركية, مذكر بالقرار الذي اتخذه و بلغه لوزير التعليم العالي وعمداء الجامعات بأن "الجامعة الجزائرية اليوم مستقلة وتختار التوأمة التي تناسبها".
و قال رئيس الجمهورية :"الجامعة التي تريد التوأمة مع اسطنبول فلها ذلك, ومن تريد التوأمة مع القاهرة فلها ذلك, ومن تريد التوأمة مع السوربون فلها ذلك, حتى نتفتح نهائيا على عالم العلم, وهو الضمان لاستقلالنا وقوة اقتصادنا".
وعبر الرئيس تبون عن سعادته بالوقوف في رحاب جامعة اسطنبول العريقة, التي وصفها ب"محراب من محاريب العلم وقطبا حضاريا انسانيا يؤمه طلاب العلم والمعارف ليقفوا على عراقة الحضارة في جمهورية تركيا الشقيقة".
وأعرب رئيس الجمهورية عن شكره لمسؤولي جامعة اسطنبول عن شهادة الدكتوراه الفخرية, متمنيا لهم النجاح في الاعتناء بهذه الجامعة "لتبقى معلما عريقا وشاهدا على أصالة الدولة التركية وعلى مواكبتها للحداثة التي تتجلى في ما تعرفه تركيا من تقدم ونماء تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس أخي العزيز طيب رجب أردوغان".
و ذكر في هذا السياق بأن أسس الثورة الجزائرية والحركة الوطنية للتحرير من الاستعمار الفرنسي الغاشم كانت بدايتها التعليم, على يد الشيخ والإمام عبد الحميد بن باديس, مذكرا أيضا بأن "الجهل أداة من أدوات الاستعمار, بدليل أن الاستعمار الفرنسي تفنن في زرع الجهل في صفوف الجزائريين والجزائريات".
و لما استرجعت الجزائر سيادتها واستقلالها, يضيف السيد تبون, كان عدد الجزائريين الأميين يمثل 90 بالمائة من المواطنين, قبل أن تنطلق الجزائر في برامج قوية جدا في إطار تعليم أبناء وبنات الجزائر على أساس أن "الحرية الحقيقية هي التعليم".
و انتقل عدد الطلاب الجزائريين سنة 1956 من 1800 طالب الى أكثر من مليون و 700 ألف طالب اليوم في مختلف الجامعات الجزائرية, مع بلوغ عدد الطلبة المتخرجين من الجامعات الجزائرية ما يقارب 250 ألف جامعي سنويا.
و انتقل عدد الجامعات, يضيف رئيس الجمهورية, من 3 أو 4 كليات فقط أيام الاستعمار الى أزيد من 100 جامعة و مركز جامعي عبر الوطن و14 مدرسة عليا وطنية لمختلف الشعب وبالأخص مدرستين أنشئتا السنة الماضية, المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي, مع وجود 15 مليون متمدرس وطالب, أي ما يمثل 30 في المائة من سكان الجزائر.
و لفت الرئيس تبون إلى ان التعليم في الجزائر منذ الاستقلال كان وما زال مجانيا في كل المستويات, حتى نسمح لكل الجزائريين والجزائريات بالاستفادة من التعليم.
وخلال مراسم تقليد رئيس الجمهورية درجة الدكتوراه الفخرية, أكد نائب الرئيس التركي, فؤاد أوكتاي, أن تسليم هذه الشهادة تمثل رسالة أخوة بين الجزائر وتركيا.
وأكد أن العلاقات الجزائرية-التركية تعرف "تطورا ملحوظا جدا" في المرحلة الأخيرة, مشيرا إلى أنها تعززت بفعل الدور البارز للرئيس تبون.
من جهته, أبرز رئيس جامعة اسطنبول دور رئيس الجمهورية في تطوير العلاقات الجزائرية-التركية, بجميع أبعادها, بما فيها الثقافية والحضارية.
وفي كلمة لها بالمناسبة, قدمت عميدة كلية العلوم السياسية بجامعة اسطنبول, عائشة كول, نبذة عن مسيرة الرئيس تبون وتدرجه في سلم المسؤوليات, معتبرة أنه "يؤمن بفضيلة الديمقراطية ويدعمها".
وأضافت أنه خلال فترة رئاسته, تم "تحقيق مكاسب عدة في مجال حقوق الإنسان واستقلال القضاء ومكافحة الفساد, كما اتخذت خطوات لمنع جميع أنواع العنصرية والكراهية".
كما نوهت بجهود الرئيس تبون في الارتقاء بالعلاقات الجزائرية التركية إلى مصف الشراكة الاستراتيجية.