استقبل رئيسا مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، صالح قوجيل وإبراهيم بوغالي، هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس لجنة الدفاع والأمن للمجلس الفيدرالي الروسي، فيكتور بونداريف، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الجزائرية-الروسية.
أوضح بيان لمجلس الأمة أنّ اللقاء الذي حضره سفير فيدرالية روسيا بالجزائر إيغور بيلاييف شكّل مناسبة لبحث العلاقات الثنائية المميزة والعميقة التي تربط بين البلدين الصديقيني والتي "تتسم بالعراقة والاستمرارية والتعاون النوعي في الكثير من المجالات وهي العلاقات التي تدرك هذا العام الذكرى الستين لتأسيسها".
وعبّر قوجيل لبونداريف عن عميق سعادته بهذه الزيارة والتي "ستمكّن وفد فيدرالية روسيا من الاطلاع عن كثب على ما يتحقق ببلادنا من إصلاحات وتقدم في إطار مسعى السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية لإرساء دعائم جمهورية جديدة"، ومهابة الجانب والهادف أيضاً إلى تدعيم والحفاظ على استقلالية القرار السياسي لبلادنا وتدعيمه باستقلالية القرار الاقتصادي, مضيفاً أنّ الجزائر في ظل قيادة الرئيس تبون تعمل على التمسك بمبادئها التاريخية وبإرثها النوفمبري من أجل حلحلة مشاكل الحاضر واستشراف مستقبل واعد للأجيال الصاعدة.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول "آليات ترقية التعاون الثنائي برلمانيا على غرار التعاون التجاري والاقتصادي الذي يعتزم البلدان تعزيزه" لاسيماي
وأوضـح قوجيل على توفر الإرادة السياسية لكلا البلدين بقيادتي الرئيسين تبون وبوتين, والتي تم تجديدها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي إلى الجزائر مؤكدا على كون "العلاقات الثنائية تسير في الاتجاه الصحيح".
وأشار رئيس مجلس الأمة إلى أهمية زيارة وفد لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الفيدرالي للجمعية الفيدراليّة لروسيا بالنظر إلى الدور الجوهري الذي تؤديه البرلمانات لتعزيز التنسيق والتعاون خدمة لمصالح الشعوب مبرزا الطابع الاستراتيجي للتعاون بين البلدين وعلى ضرورة تطويره وتوسيعه إلى مجالات عديدة.
من جهته، نوّه بونداريف "بجودة العلاقات التي تربط بين الجزائر وفيدرالية روسيا" مبديا "استعداد بلاده للرفع من مستوى هذه العلاقات" بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين والبلدين.
وتبادل الطّرفان الرؤى حول عدة قضايا دولية وظاهرة الارهاب الدولي. وفي هذا الإطار، ذكّر قوجيل بتجربة الجزائر "الرائدة" في مكافحة الإرهاب وهي التي حاربت هذه الآفة المقيتة بمفردها وبمقاربتها الفريدة في مكافحته وتجفيف منابعه مجددا مواقف الجزائر الثابتة تجاه قضايا التحرر في العالم وثبات مواقفها الداعية إلى احترام سيادة الدول وحلّ النزعات بالطرق السلمية.
وأضاف قوجيل إلى أنّ الجزائر وانطلاقا من قيم ثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة ما فتئت تناضل من أجل حق الشعوب في تقرير مصيرها, داعيا إلى احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف احتراما لمبادئ ومقررات الشرعية الدولية.
من جهته، استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي هذا الثلاثاء، بونداريف.
وأفاد بيان للغرفة التشريعية السفلى، أنّ بوغالي نوّه بالعلاقات الجزائرية-الروسية مذكّراً أنّ روسيا "كانت من السبّاقين المعترفين باستقلال الجزائر"، وأشار إلى "العلاقات الدبلوماسية المتميزة التي يتطلع البلدان إلى تعميقها".
وأعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن "رغبته في تعميق العلاقات الدبلوماسية البرلمانية، وهو ما تجلى في تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية مؤخراً".
أما في المجال الاقتصادي، ثمّن بوغالي "مستوى التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا حيث "اغتنم الفرصة ليعبر عن أمله في ولوج المستثمرين الروس عالم الاستثمار خاصة في قطاع الزراعة والسياحة والطاقة النووية للأغراض السلمية والعلمية".
وفي إطار "التقارب" الذي يطبع العلاقات الدولية التي تجمع البلدين سجل بوغالي "الارتياح المتبادل" لمستوى هذه العلاقات، ليدعو المجتمع الدولي إلى "ضرورة تطبيق القوانين الدولية وعدم الكيل بمكيالين''، مذكّراً بما "تعانيه الشعوب المضطهدة نتيجة الاحتلال وعلى رأسها الشعبان الفلسطيني والصحراوي".
وأكد بوغالي أنّ "الوقت قد حان للعودة إلى الشرعية الدولية" متوقفا عند ما يجري من أحداث في أوكرانيا ليسجل أمله في "التوصل إلى حل سلمي في أقرب وقت" ويشدد على أنه "ليس هناك من حل إلا بالتفاوض والحلول السلمية التي تضمن حقوق ومصالح الجميع".
وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسي أنّ بلاده "وفية لشركائها" حيث تبقى "جاهزة لأي مساعدة".
تجدر الإشارة إلى أنّ بونداريف والوفد المرافق لهي يؤدون زيارة عمل رسمية إلى بلادنا تستمر إلى غاية الجمعة القادم.