توقع اسماعيل خلف الله ، أستاذ القانون الدولي و المحامي أن يحدث تحالف اليسار بقيادة "جون لوك ميلنشون" المفاجأة خلال الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة الأحد المقبل وتصدره للنتائج ، وهوما قد يفتح له "أبواب تولي رئاسة الحكومة في فرنسا ".
وقال إسماعيل خلف الله الذي كان يتحدث من باريس ضمن برنامج "ضيف الدولية" إن هذا الاحتمال قد يكون وارد الحدوث وهو ما سيحرج من دون شك الرئيس الفرنسي ويجبره على القبول بالتعايش السياسي مع تكتل يساري يختلف معه جذريا في التوجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف ضيف الدولية بأن الدور الأول من هذه الانتخابات اتسم بالمنافسة الشديدة بين مختلف القوى السياسية الفرنسية ، وأسفر عن تقارب في النتائج بين التحالف المؤيد لرئيس الجمهورية برئاسة ماكرون و التحالف المشكل من قوى اليسار الفرنسي برئاسة ميلانشو، بينما احتلت زعيمة اليمين المتطرف برئاسة مارين لوبان المرتبة الثالثة .
وضمن هذا السياق ، أعلن خلف الله بأن مخاوف حقيقية انتابت المراقبين ومعسكر الرئيس ايمانويل ماكرون من احتمال عدم تمكنه من الحصول على أغلبية مريحة داخل البرلمان على ضوء هذه النتائج الأولية و هو ما سيعيق حزمة القوانين الإصلاحية التي يسعى إلى تبنيها خلال عهدته الثانية.
ولاحظ أستاذ القانون الدولي بأن الرئيس ماكرون يواجه صعوبات حقيقية مع بداية عهدته الرئاسية الثانية لأنه فشل في تحييد حجم المتطرفين من اليسار و اليمين المتطرف خلال عهدته الأولى، و قد بدا من خلال نتائج الدور الأول بان تصويت الفرنسيين له كان مجرد عقاب لليمين المتطرف وليس بمثابة منحه "صك على بياض" لبرنامجه الانتخابي و توقع خلف الله بأن تشهد الحملة الانتخابية الخاصة بالدور الثاني و المقررة طيلة هذا الأسبوع تنافسا كبيرا بين أنصار الرئيس ماكرون من جهة ، وزعيم تكتل اليسار جون ليك ميلانشو من جهة ثانية ، مضيفا بأن " كل طرف سيسعى لحسم المعركة الانتخابية لصالحه من خلال النزول إلى الشوارع و المدن الرئيسية لتعبئة الناخبين الفرنسيين وخصوصا المترددين منهم بأهمية وضرورة التوجه لصناديق الاقتراع للفصل بين البرنامجين . "
وقال في هذا الخصوص ، إن " مارين لوبان " رئيسة التجمع الوطني اليميني المتطرف أعلنت بأنها لن تدعو للتصويت لأي من المعسكرين سواء الائتلاف الرئاسي أو اليساري ، مشير, إلى أن هذا الموقف سيؤدي إلى إشعال المنافسة مجددا بين المعسكرين .
و أوضح ضيف الدولية بأن نتائج هذه الانتخابات المنتظرة الأحد المقبل ستؤدي إلى إرباك شديد داخل البرلمان الفرنسي في حالة فوز الرئيس ماكرون بأغلبية نسبية فقط ، و لفت الانتباه إلى أن ذلك لن يساعده على المضي قدما في تنفيذ برنامجه السياسي والاقتصادي المعلن بمناسبة الرئاسيات وعلى أساسه فاز بعهدة ثانية .